الشيخ محسن خنفر
الشيخ محسن خنفر 1176-1270
الشيخ محسن بن الشيخ محمد بن خنفر الكبير ولد حدود سنة 1176 هـ قال: الاستاذ الحاج ميرزا حسين الخليلى النجفى ان الشيخ عالم محقق فقيه اصولى بارع، خبير متتبع لعلم الرجال و الحديث، بحاثة زمانه، و مقامه الرفيع أوسع و أسمى من أن يشرحه مترجم، و كان حافظة زمانه و من المنح التى خصه اللّه تعالى و منحه بها هو أنه كان يحفظ كتاب القانون فى الطب لابن سينا و كان استاذا فى تدريسه و شرحه، و يحفظ كتاب الوسائل فى الاخبار للشيخ الحر العاملى (قده) باجزائها سندا و مستندا مع التحقيق و الغور العميق فى فهم مطالبها حتى انه كان يضبط مواضع اشتباه العطف بالواو أو بالفاء و كان اعجوبة فى قوته و احاطته و علمه، و من احاطته انه يباحث ما يستفاد من ألفاظ النص أو الحديث الذى يستدل به على حكم فرعى أياما و قد يكون اسبوعا كاملا أول ما يبحث لغة النص و ما فيه من الحقيقة و المجاز و الفصاحة و البلاغة و نسبته من الكتاب العزيز و رجال سنده ثم يذكر فقه الحديث و ما يستفاد منه و من جمع الاخبار الى غير ذلك من التحقيق الواسع، انتهى.
و كان زاهدا مترفعا خشن الملبس و المأكل شديد الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر. لا يحب اظهار نفسه و علمه بالرغم من ان كثيرا من أهل الدين و البصيرة يرجعون اليه فى التقليد فى ذلك العصر البهيج الحافل بفطاحل العلماء و المدرسين، و كان متخصصا فى تدريس الطب اليونانى و العلوم الرياضية و الحكمة و الأدب العربى و التأريخ، و كان شاعرا يروى له الشعر الجيد فى المناسبات الأدبية، قصد حج بيت اللّه الحرام مع رفقائه الاعلام، و روى بعض المعاصرين أنه كان يرى الولاية العامة للمجتهد العادل و وقع بينه و بين بعض مقدمى معاصريه كلام و نزاع فى مسألة الولاية، و أيضا نسبوا الى المترجم له القول بوجوب البقاء على تقليد الميت بشروط اشترطها.. و نسبوا له أشياء أخر للحط من كرامته و لم تثبت هذه النسب كما عن جل أساتذتنا.
اساتيذه:
تتلمذ على الشيخ الاكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفى، و على ولده الشيخ موسى، قيل و حضر على نجله الثانى الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة.
تلامذته:
تتلمذ عليه وجوه أهل الفضل و كثير من العلماء و جلهم صاروا مراجع تقليد. حضر عليه الشيخ ملا على و أخوه الاستاذ الحاج ميرزا حسين الخليليان و السيد محمد الهندى و أخوه السيد على الهندى، و الشيخ احمد المشهدى و الاستاذ الشيخ محمد طه نجف، و الشيخ محمد لائذ النجفى، و الشيخ عبد الرضا الطفيلى، و الشيخ محسن عليوى آل الشيخ خضر، و السيد أبو طالب القائنى و قد أجازه ايضا و كتب فى علم الرجال عن استاذه هذا. و على الظاهر ان المترجم له لم يؤثر عنه أثر علمى على ما تتبعنا عليه من معاصريه عدا رسالة عملية فى العبادات لعمل مقلديه أسماها (مقاصد النجاة) و بعض المسودات فى الفقه و الاصول و الكلام قيل و التمسه آل نظام الدولة النجفيون أن يكتب ما يمليه من العلوم الجليلة كما فوضوا اليه أمر مكتبتهم النفيسة لتوفر المصادر فيها فاجابهم أن يكتب موسوعة فى الفقه، ثم بعد قليل اصيب بمرض فى أعصابه و اعتراه ارتعاش فى عموم بدنه فانشغل بنفسه و صار جليس داره سنين عديدة الى أن و افاه الاجل.
وفاته:
توفى فى النجف بالحمى المطبقة ليلة السبت آخر ربيع الاول سنة 1270 هـ كما عن مجموع الشيخ حسن قفطان، و قد مدحه جماعة من معاصريه الادباء منهم مرتضى قلى خان بقصيدة مطلعها:
أتظن أنى بعد بعدك باقى # و ابيك ما السلوان من اخلاقى
لم أشك من صرف الزمان و خطبه # إلا لبعدك فهو غير مطاق
و منها:
هبنى عدلت عن الطريق (فمحسن) # لى مرشد بمكارم الاخلاق
غيث اذا ما أمحلوا فكأنما # مخلوقة كفاه للانفاق
قطب المعالى شمس افلاك العلى # سهل العريكة طيب الاعراق
كم قلدت جيد الوجود هباته # فتخالهن قلائد الاعناق