ملا كاظم الازري
ملا كاظم الازري ... -1213
الشيخ ملا كاظم بن محمد بن مهدى بن مراد الازرى البغدادى، نشأ و زاول الأدب فى بغداد. عاش فى القرن الثانى عشر و مات فى الثالث عشر للهجرة، و هو شيخ فاضل و شاعر أديب أوحدى مبجل نظم الشعر بفنونه و كان يعد من الطبقة الأولى فى الجودة فى عصره، له نظم كثير جدا. رأيت ديوان شعره بعدة نسخ مخطوطة يتفاوت بعضها على بعض فى القلة و الكثرة و طبع له ديوان لم يحو تمام شعره. و من شعره فى رثاء الامام الحسين (ع) قصيدته الرائية فى 24 بيتا مطلعها:
هى المعالم أبلتها يد الغير # و صارم الدهر لا ينفك ذا أثر
يا سعد دع عنك دعوى الحب ناحية # و خلنى و سؤال الارسم الدثر
و منها:
لم أنسه و هو خواض عجاجتها # يشق بالسيف منها سورة السور
كم طعنة تتلظى من أنامله # كالبرق يقدح من عود الحيا النضر
الى قوله:
فكنت أسرع من لبى لدعوته # حاشاك من فشل فيها و من حور
ان يقتلوك فلا عن فقد معرفة # الشمس معروفة بالعين و الأثر
و من نظمه القصيدة الهائية الطويلة الشهيرة بالأزرية فى مدح آل الرسول الأعظم (ص) التى مطلعها:
لمن الشمس فى قباب قباها # شف جسم الدجى بروح ضياها
و لمن هذه المطايا تهادى # حى أحياؤها و حى سراها
*** و سارت قصيدته هذه مسيرة الضوء فى بغداد بل و العراق، و قد خلع فيها حجاب التقية و من هنا سماها بعض النصاب بـ (الكفرية) و الموجود اليوم بعضها فى خمسمائة و ستة و عشرين بيتا و لم توجد كاملة، و خمسها المعاصر الأديب الشيخ جابر الكرخى المتوفى سنة 1312 هـ و قد تقدم فى الجزء الاول و جاء فى (هدية الأحباب) عن شيخ الفقهاء العظام صاحب كتاب جواهر الكلام مع ماله من شأن أنه: تمنى أن تكون القصيدة الازرية فى صحيفة أعماله و كتاب الجواهر فى صحيفة أعمال الازرى.
و عاصر من العلماء الاعاظم السيد محمد مهدى بحر العلوم الطباطبائى، و الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفى الكبير، و كان الغالب على شعره المديح.
و مدح جملة من أعيان و وجوه البيوتات البغدادية نحو آل الشاوى و نظرائهم و تروى له نوادر كثيرة منها ما قال: له ابن الراوى البغدادى فى ندوة حضراها ببغداد انه بلغنى عنك انك مجنون. فاجابه الازرى و بلغنى عنك انك مأفون فان صدق (الراوى) ففى و فيك و ان كذب الراوى فلعنة اللّه على الراوى، و منها أنه قدم النجف لزيارة أمير المؤمنين (ع) و اجتمع عليه الادباء و الشعراء من أهل الفضل و منهم السيد صادق الفحام فاخرج الازرى بعض شعره و عرضه على السيد الفحام فلم يوفه حقه من الاستحسان و لم يزد على اكثر من كلمة موزون، قيل فقابله الازرى بما يسوئه دعابة و قال له أموزون هذا؟ثم أنشأ يقول:
عرّضت در نظامى عند من جهلوا # فضيعوا فى ظلام الجهل موقعه
فلم أزل لائما نفسى أعاتبها # من باع درا على الفحام ضيعه
و قيل هذا المجلس مع الشيخ راضى بن الشيخ نصار بن حمد الحكيمى العبسى النجفى المتوفى سنة 1230 هـ الذى هو جد الاسرة الكريمة الشهيرة بآل نصار فى النجف و خارجها، و الحق ان البيتين و المجلس للازرى لقرائن هناك، و منها ان الوالى عمر باشا العثمانى طلب منه أن ينشأ سجعا لكى ينقشه خاتما له فانشأ الازرى قوله: (بنص المصطفى عمر تخلف) و ليم على هذه التورية فكفر عنها بنظم قصيدته الازرية المشار اليها سابقا.
وفاته:
توفى فى بغداد سنة 1213 هـ و دفن فى الكرخ فى مقبرة السيد الشريف المرتضى فى سرداب ثانى، و كان له دكة فى السرداب، و قصدت قبره لقراءة الفاتحة سنة 1325 هـ فى رجب فلم أر له أثرا و لا عينا و يبعد أن يكون ازيل لاحد الاسباب الطائفية و لعله دثر و لم يحصل له من يجدده.
و له اخوان محمد رضا و سعود. ولد محمد رضا سنة الف و مائة و نيف و ثلاثين و توفى سنة 1240 هـ و دفن مع أخيه فى نفس السرداب و كان أديبا شاعرا و شعره يضاهى شعر العرب، و له الهائية المعروفة فى رثاء العباس (ع) .