الشيخ عبد الله خنفر العفكاوي
الشيخ عبد اللّه خنفر العفكاوي ... -1247
الشيخ عبد اللّه بن خنفر العفكاوى النجفى عالم فقيه ضابط امتاز على جملة من أهل الفضيلة بتحقيق وجودة فهم، و دقة نظر، و كان المترجم له أخا للمحقق البارع العلامة الشيخ محسن خنفر الصغير المشار اليه بالتقوى و الصلاح و الاجتهاد الكامل و حسن الاستنباط على أنه فى آواسط كهولته كما رواه الثقة من فضلائنا المعاصرين، و استمر يحدث عن مقامه الرفيع و أدبه و شاعريته حتى قال ان الشيخ محسن الصغير خولط (بالماليخوليا) و العلل السوداوية لكثرة تفكيره و سرعة فهمه، و غوره فى المطالب العويصة فكاد أن يكون شعلة من ذكاء و فطنة، و عرض على بعض الاخصائيين بهذه الأمراض، فوصف له شرب ما يصفو من اللبن المعروف عند الاطباء اليونانيين و فى النجف قديما (بماء الجبن) و قال طبيبه ان الفكور الحساس تسرع اليه هذه الامراض، و عوفى بعد ذلك، و لهما أخ ثالث الشيخ قاسم بن خنفر فاضل جليل أديب نبيل فقيه متقن، و حدث بعض الأعلام المعاصرين عن الحجة الكبرى السيد مهدى القزوينى المتوفى سنة 1300 ما هذا نصه: انه لما دهمنا الوباء العظيم الجارف فى النجف الذى هبت عواصفه على النوع الانسانى فجعلت معظمه كالرميم الموافق ابتداؤه أول سنة 1247 هـ الذى توفى فيه الشيخ محمد بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفى، و فى آخره توفى السيد باقر القزوينى المتقدم و به ختم الوباء فى النجف، و فيه توفى كثير من العلماء و منهم من أعيان تلامذة الشيخ على المتوفى سنة 1253 بن الشيخ الاكبر، انتهى. و هؤلاء الاعلام الثلاثة الشيخ عبد اللّه و الشيخ محسن و الشيخ قاسم، و كان استاذهم الشيخ على نجل كاشف الغطاء يحيهم حبا شديدا حيث كان يعقد عليهم الآمال من بلوغ درجة المرجعية خصوصا المترجم له، و قد بلغه نعيهم و هو فى داره يومئذ ثم خرج و قام بما يلزم من تشييعهم فى ذلك الوقت المخوف و كانت بيده ورقة فيها أبياتا قد رثاهم بها بتلك الحالة و السرعة قوله:
قل لفريب الدار فى بعده # ما باله قد حال عن عهده
و ما له لم يرع حق الوفا # و ينجز المأمول من وعده
اخنى بعبد اللّه صرف الردى # و ابتزنا القاسم من بعده
و اليوم قد اخنى على محسن # ندب رحيب الباع ممتده
وردة مجد قطفت غضة # و الهفة المجد على ورده
و المشايخ الثلاثة أولاد عم علامة عصره الشيخ محسن الأكبر بن الشيخ محمد خنفر المتوفى سنة 1270 و سيأتى ذكره.