الدولة الصفوية

من ويكي علوي
مراجعة ٢١:١٩، ١٧ ديسمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الدولة الصفوية'''، (907_1135 هـ) هي إحدى أهم الدول السلطانية التي قامت في المشرق الإسلامي، وهي دولة شيعية على المذهب الاثني عشري، تأسست في إيران على يد الشاه إسماعيل (ت. 1523 م) بعد انتشار الفوضى التي نتجت إثر انهيار الدولة التيمورية، وانطلقت للتوسع في الشرق والغرب...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الدولة الصفوية، (907_1135 هـ) هي إحدى أهم الدول السلطانية التي قامت في المشرق الإسلامي، وهي دولة شيعية على المذهب الاثني عشري، تأسست في إيران على يد الشاه إسماعيل (ت. 1523 م) بعد انتشار الفوضى التي نتجت إثر انهيار الدولة التيمورية، وانطلقت للتوسع في الشرق والغرب باتجاه خراسان وأفغانستان وأذربيجان والعراق وغيرها من البلدان. فكان لها دور مهم في ترسيخ عقائد الشيعة ونشر أفكارها، إضافة إلى ازدهار الحركة العلمية في تلك البرهة الزمنية، حيث اهتم ملوك الصفوية بالطقوس الدينية وإعمار العتبات المقدسة.

كان للعلماء مكانة خاصة في العهد الصفوي فقد هاجر إلى إيران الكثير من العلماء، وقد اُلفت كتب شهيرة في هذا العصر.

حظيت الدولة الصفوية بمكانة مرموقة بين الإيرانيين والشيعة، كما وأصبحت في العصر الحاضر تهمة تلاحق جميع الشيعة في العالم.

تاريخ الدولة الصفوية

مرَّ تاريخ الدولة الصفوية بمراحل مختلفة، ابتداء من السنوات التي سبقت التأسيس مرورا بملوكها وانتهاء بانهيار هذه الدولة.

أصلهم

إنَّ أصل السلالة الصفوية من أذربيجان وهي أسرة إيرانية عريقة وتنتسب إلى الشيخ صفي الدين اسحاق الأردبيلي (650_735 هـ) وكان شيخا للطريقة الصوفية وله زاوية في مدينة أردبيل. يعد الشيخ صفي الدين أحد تلاميذ الشيخ زاهد الكيلاني الذي فضّله على ابنه وفوّضه إرشاد مريديه، وبعد وفاة زاهد الكيلاني حظى الشيخ صفي الدين بمقام كبير. وتشير أغلب المصادر التاريخية على أنه كان شافعي المذهب، كما وتشير بعض المصادر إلى أن نسبه يعود للإمام موسى الكاظم (ع). اعتنق الخواجة علي سياه بوش الحفيد الأول لشيخ صفي الدين المذهب الاثني عشري، وعمل على بث مذهبه في الولايات المجاورة فالتفّ حوله عشرات الآلاف.

التأسيس

نتيجة لضعف الدولة الإيلخانية تعرضت البلاد لموجة مغولية_تركية بقيادة تيمور لنك ولكن لم تلبث دولته حتى تفككت بسرعة بعد وفاته، فساءت الأوضاع السياسية في إيران وكانت ظروف ظهور الدولة الصفوية نتيجة لتفتت الامبراطورية التيمورية حيث كانت إيران تعاني فوضى الانقسام بين ملوك ضعاف، حيث شهدت إيران في تلك المرحلة الزمنية دويلات صغيرة في الأجزاء والولايات المختلفة، منها بقايا الأسرة الكوركانية الحاكمة في هرات ومراد ميرزا سلطان آق قويونلو في العراق وفارس، وحسن كيا الحاكم في فيروز كوه وغور وسمنان وغربي خراسان، وعلاء الدولة ذو القدر الذي كان يحكم إمارة ذي القدرية على الحدود بين العثمانيين والمماليك، وغيرهم من الأمراء الذين كانوا يحكمون مدن إيرانية أخرى.

وفي ظل الإرباك الذي كانت تشهده إيران استطاع إسماعيل بن حيدر أن يجمع حوله الأتباع، وأن ينتصر على أسرة "آق قويونلو" سنة 907 للهجرة، في أذربيجان والعراق، وابتدأ إسماعيل حملاته العسكرية على أعدائه وبمحاربة مراد ميرزا آق قويونلو وتمكن من دحره قرب مدينة أصفهان في مكان يسمى أله قوقي ثم انتقل إلى تبريز وجعلها قاعدة له، وأخضع الولاة التيمورين. فسيطر على أصفهان ويزد وكرمان وجنوبي خراسان وضرب النقود باسمه. وكتب عليها "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، ومن ثم قضى على الأوزبك وسيطر على جميع خراسان بما فيها مشهد ومرو وهكذا أمحى فتنة كانت تهدد إيران والهند من جانب الأتراك.

وبحلول سنة 914 هـ تمكن الشاه إسماعيل من قمع جميع مخالفيه في الداخل وسيطر على نواحي مختلفة من جملتها كيلان ومازندران وكرجستان، وبعد معركة لم تدم طويلا استولى على بغداد أيضا. وانطلقت للتوسع في الشرق والغرب باتجاه خراسان وأفغانستان وأذربيجان والعراق وديار بكر، وبلاد الكرج في الشمال.

في مسير تأسيس الدولة الصفوية واستمراريتها لعبت القبائل التركمانية دورا كبيرا، حيث كانت القوة العسكرية التي رافقت الشاه إسماعيل في أعماله العسكرية تتألف في غالبيتها من رجال القبائل التركمانية المسماة بـ"قزلباش".

عواصم الدولة الصفوية

تعتبر تبريز أول عاصمة للدولة الصفوية حيث توج بها الشاه إسماعيل وكانت أول مقر لقيادته، ولكن لم تستمر تبريز في كونها عاصمة للصفويين بل انتقلت العاصمة إلى قزوين في أيام الشاه طهماسب، ورغم أن إجراءات الانتقال استغرقت أكثر من عشر سنين ولكن تذكر المصادر سنة 962 للهجرة كسنة لنقل مركز الحكم وبعد ذلك في سنة 1598 عهد الشاه عباس إلى نقل العاصمة من قزوين إلى إصفهان ليقترب من أقاليم البلاد كافة ويبتعد عن الخطر العثماني، ولهذا الغرض أمر آلاف التجار والصناع بالانتقال إلى أصفهان وقد بلغت أصفهان في عهده من الرقي والتقدم ما لم تبلغه في اي عصر من عصورها السابقة حتى وصفت بأنها نصف الدنيا.