سورة الماعون
سورة الماعون، هي السورة السابعة بعد المائة ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، وأسمها مأخوذ من الآية السابعة فيها. تتحدث بشكل عام في صفات وأعمال منكري القيامة، وتكذيبهم لذلك اليوم، فهم لا ينفقون في سبيل الله بمساعدة اليتامى والمساكين، ثم يتساهلون في الصلاة.
جاء في كتب التفسير أقوال كثيرة في نزولها: منها أنه نزلت في أبي سفيان بن حرب، وقيل: نزلت في العاص بن وائل السهمي، وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، وقيل: نزلت في رجل من المنافقين. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الباقر : من قرأ سورة أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ في فرائضه ونوافله قَبَل الله عز وجل صلاته وصيامه، ولم يحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا.
تسميتها وآياتها
سميت السورة بــ(الماعون)؛ لوجود مفردة الماعون في الآية السابعة من قوله تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ، ومعنى الماعون: كل ما يُعين الغير في رفع حاجته من حوائج الحياة كالقرض، والمعروف، والاستعارة،[١] وآياتها (7) تتألف من (25) كلمة في (114) حرف.[٢] وتسمى أيضاُ (أرأيت) و (الدين) و(التكذيب)،[٣] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]
ترتيب نزولها
سورة الماعون، من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (17)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (107) من سور القرآن.[٦]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (يَدُعُّ): الدّع: الدفع بشدة وعنف.
- (سَاهُونَ): غافلون لا يؤدّونها.
- (الْمَاعُونَ): كل ما يُستعان به وينتفع منه.[٧]
محتواها
يتلخص محتوى السورة في أنها بشكل عام تذكر صفات وأعمال منكري القيامة، فهؤلاء نتيجة لتكذيبهم لذلك اليوم، لا ينفقون في سبيل الله عن طريق مساعدة اليتامى والمساكين، ثم يتساهلون في الصلاة، ويُعرِضون عن مساعدة المحتاجين.[٨]
شأن النزول
جاء في كتب التفسير أقوال كثيرة في نزولها: منها أنه نزلت في أبي سفيان بن حرب، كان ينحر في كل أسبوع جزورين فأتاه يتيم فسأله شيئاً فقرعه بعصاه، وقيل: نزلت في العاص بن وائل السهمي، وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، وقيل: نزلت في رجل من المنافقين.[٩]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص): من قرأ سورة أرأيت غفر الله له إن كان للزكاة مؤدياً.[١٠]
- عن الإمام الباقر : من قرأ سورة أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ في فرائضه ونوافله قَبَل الله عز وجل صلاته وصيامه، ولم يحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا.[١١]
وردت خواص كثيرة، منها:
- عن الإمام الصادق: من قرأها بعد صلاة العصر كان في أمان الله وحفظه إلى وقتها في اليوم الثاني. [١٢]
قبلها سورة قريش |
سورة الماعون |
بعدها سورة الكوثر |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 20، ص 426.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1269.
- ↑ الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 657.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 683؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 104.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 451 ـ 452.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 289.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 671.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1822.
- ↑ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 8، ص 327.
- ↑ البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 244.