ابن سمعون
ابن سمعون
ابو الحسين محمد بن احمد بن اسماعيل الواعظ البغدادي، كان وحيد دهره في الكلام على الخواطر وحسن الوعظ وعذوبة اللفظ وحلاوة الاشارة ولطف العبارة وكان لاهل العراق فيه اعتقاد كثير ولهم به غرام شديد وإياه عنى الحريري في المقامه الرازية بقوله ومتواصفون واعظا يقصدونه ويحلون ابن سمعون دونه وذكروا من كلامه البديع انه قال: سبحان من انطق باللحم وابصر بالشحم واسمع بالعظم اشارة إلى اللسان والعين والاذن، ولكن لا يخفى ان ابن سمعون اخذ هذه الكلمات من كلام مولانا امير المؤمنين فانه قال عليه السلام: اعجبوا لهذا الانسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم. وليس هذا مختصا بابن سمعون بل كل خطيب في الدنيا اخذ عنه وتعلم منه وكيف لا فانه عليه السلام باتفاق الموافق والمخالف كان امام الفصحاء وسيد البلغاء وكلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة.
حكي عن عبدالحميد بن يحيى كاتب مروان الذي يضرب به المثل في الكتابة انه قال: حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن ابي طالب عليهالسلام .
وحكي انه ايضا قال: حفظت سبعين خطبة من خطب الاصلع يعني الامامعليهالسلام ففاضت قريحتي.
توفى ابن سمعون ببغداد سنة ٣٨٧ (شفز).
(وقد يطلق ابن سمعون) على ابي الحجاج يوسف بن يحيى بن اسحاق المغربي الاسرائيلي كان فاضلا في صناعة الطب وخبيرا في اعمالها وعالما بالهندسة وعلم النجوم، له شرح فصول بقراط توفي بحلب سنة ٦٢٣ (خكج).