أبو هاشم بن محمد بن الحنفية
أبو هاشم بن محمد بن الحنفية
اسمه عبدالله، قال ابن خلكان قال الطبرى في تأريخه: في سنة ٩٨ (صح) قدم ابوهاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية على سليمان بن عبدالملك بن مروان فاكرمه، وسار ابوهاشم يريد فلسطين فانفذ سليمان من قعد له على الطريق بلبن مسموم فشرب منه ابوهاشم فاحس بالموت فعدل إلى الحميمة واجتمع بمحمد بن علي بن عبدالله بن العباس واعلمه ان الخلافة في ولده عبدالله بن الحارثية (أى السفاح) وسلم اليه كتب الدعاة واوقفه على ما يعمل بالحميمة هكذا قال الطبرى ولم يذكر ابراهيم الامام.
وجميع المؤرخين اتفقوا على ابراهيم الامام بن محمد بن علي، ولما ظهر ابومسلم بخراسان دعا الناس إلى مبايعة ابراهيم ولذلك قيل له ابراهيم الامام وكان نصر بن سيار نائب مروان الحمار بخراسان فكتب إلى مروان يعلمه بظهور ابى مسلم، فكتب مروان إلى عامله بدمشق ان يحضر ابراهيم من الحميمة موثقا فاحضره وحمله اليه، وحبسه مروان بمدينة حران فاوصى ابراهيم الامام إلى اخيه السفاح، وبقي ابراهيم شهرين في الحبس ومات انتهى.
وفي سؤال ابن ابي الحديد ابا جعفر النقيب ان بني امية من اى طريق عرفت ان الامر سينقل عنهم ويصير إلى بني هاشم واول من يلي منهم يكون اسمه عبدالله؟ وجواب النقيب ان اصل هذا كله محمد بن الحنفية ثم ابنه ابوهاشم عبدالله قال ان علياعليهالسلام لما قبض اتى محمد اخويه حسنا وحسينا عليهم السلام فقال لهما اعطيانى ميراثى من ابى فقالا له قد علمت ان اباك لم يترك صفراء ولا بيضاء، فقال قد علمت ذلك وليس ميراث المال اطلب بل اطلب ميراث العلم، فدفعا اليه صحيفة لو اطلعاه على اكثر منها لهلك، فيها ذكر دولة بنى العباس.
وروي عن عيسى بن علي بن عبدالله بن العباس قال: لما اردنا الهرب من مروان بن محمد لما قبض على ابراهيم الامام جعلنا نسخة الصحيفة التي دفعها ابوهاشم بن محمد بن الحنيفة إلى محمد بن علي بن عبدالله بن العباس وهي التي كان آباؤنا يسمونها صحيفة الدولة في صندوق من نحاس صغير ثم دفناه تحت زيتونات بالشراة (صقع بالشام) فلما افضى السلطان الينا وملكنا الامر ارسلنا إلى ذلك الموضع فبحث وحفر فلم يوجد شئ فامرنا بحفر جريب من الارض في ذلك الموضع حتى بلغ حفر الماء ولم نجد شيئا قال ابوجعفر وقد كان محمد بن الحنيفة صرح بالامر لعبد الله بن العباس وعرفه تفصيله ولم يكن امير المؤمنينعليهالسلام قد فصل لعبد الله بن العباس الامر وانما اخبره به مجملا كقوله خذ اليك ابا الاملاك ونحو ذلك ومما كان يعرض به، ولكن الذي كشف القناع وابرز المستور هو محمد بن الحنفية.