أبو نعيم الاصبهاني
أبو نعيم الاصبهاني
مصغرا الحافظ احمد بن عبدالله بن احمد بن اسحاق بن موسى بن مهران الاصبهاني، من اعلام المحدثين والرواة واكابر الحفاظ والثقات، اخذ عن الافاضل واخذوا عنه، له كتاب حلية الاولياء وهو من احسن الكتب كما ذكره ابن خلكان وهو كتاب معروف بين اصحابنا ينقلون عنه اخبار المناقب، وله ايضا كتاب الاربعين من الاحاديث التي جمعها في امر المهديعليهالسلام وله كتاب تأريخ اصبهان.
وعن المولى نظام الدين القرشي تلميذ شيخنا البهائي انه ذكر هذا الرجل في القسم الثاني من كتاب رجاله المسمى بنظام الاقوال قال: ورأيت قبره في اصبهان وكان مكتوبا عليه: قال صلى الله عليه وآله مكتوب على ساق العرش لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد بن عبدالله عبدى ورسولي ايدته بعلي بن ابى طالب رواه الشيخ الحافظ المؤمن الثقة العدل ابونعيم احمد بن محمد بن عبدالله سبط محمد هو الصوفي الاصبهاني المدفون في محلة خاجو من محلات اصبهان احمد بن يوسف البناء الاصبهاني رحمه الله ورضي عنه ورفع في اعلى عليين درجته وحشره مع من يتولاه من الائمة المعصومينعليهالسلام .
وعن ابن الجوزي ان وفاة الحافظ هذا في ثاني عشر محرم من شهور سنة ٤٠٢ (تب) انتهى ملخصا من (ضا).
وفي تأريخ ابن خلكان: انه توفي ٢١ محرم سنة ٤٣٠ (تل) باصبهان.
(اقول) قد تقدم في ابى الفرج الاصبهاني ما يتعلق باصبهان، وليعلم ان هذا الرجل غير الحافظ ابونعيم الفضل بن دكين شيخ البخاري في صحيحه، الذي عده جماعة من جهابذة العلماء كابن قتيبة في المعارف والذهبي في ميزانه وغيرهما وقد احتج به اصحاب الصحاح الستة، كان مولده سنة ١٣٠ (قل) وتوفي بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة ٢١٠ (ري).
قال صاحب (ض) الشيخ الحافظ ابونعيم فضل بن دكين كان من اكابر محدثي قدماء علماء الخاصة ويعرف هو بالحافظ ابونعيم، وليس هو بالحافظ ابونعيم الاصفهانى صاحب كتاب حلية الاولياء فان اسمه احمد بن عبدالله بن احمد بن اسحاق بن موسى بن مهران الاصفهانى فلا تغفل وبالجملة فضل بن دكين هذا قد كان معتمدا موثوقا به بين العامة والخاصة.
وروى عنه كلتا الطائفتين ولكن لم يورده اصحاب الرجال من اصحابنا في في كتبهم اصلا، ولذلك قد يظن كونه من العامة فتأمل، إلى ان قال: وقال الشهيد الثانى في بعض تعليقاته على كتاب الخلاصة للعلامة نقلا عن خطه ما هذا لفظه: الفضل بن دكين بضم الدال المهملة وفتح الكاف وسكون المثناة التحتية قبل النون لم يذكره المصنف يعني العلامة وهو رجل مشهور من علماء الحديث انتهى.
روى العلامة المجلسي عن بشارة الشيعة انه: قدم ابونعيم الفضل بن دكين بغداد فنزل الرميلة وهي محلة بها فاجتمع اليه اصحاب الحديث ونصبوا له كرسيا صعد عليه واخذ يعظ الناس ويذكرهم ويروي لهم الاحاديث، وكانت اياما صعبة في التقية فقام رجل من آخر المجلس وقال له يا ابا نعيم أتتشيع؟ قال فكره الشيخ مقالته واعرض عنه وتمثل بهذين البيتين:
وما زال بى حبيك حتى كأنني | برد جواب السائلي عنك اعجم | |
لاسلم من قول الوشاة وتسلمي | سلمت وهل حي من الناس يسلم |
قال فلم يفطن الرجل بمراده، وعاد إلى السؤال وقال يا ابا نعيم اتتشيع؟ فقال يا هذا كيف بليت بك؟ واي ريح هبت بك إلي؟ نعم سمعت الحسن بن صالح ابن حي يقول سمعت جعفر بن محمد يقول: حب علي عبادة وخير العبادة ما كتمت (اقول) قد ظهر من هذا الخبر ان ابا نعيم المذكور ادرك ابا محمد الحسن بن صالح بن حي الثوري الكوفي الزيدي الذي ينسب اليه الصالحية كان متواريا من خوف المهدي العباسي حتى مات متخفيا بعد وفاة عيسى بن زيد الشهيد بشهرين.
قال ابن النديم: ولد الحسن بن صالح بن حي سنة مائة ومات متخفيا سنة ١٦٨ (قسح) وكان من كبار الشيعة الزيدية وعظمائهم وعلمائهم وكان فقيها متكلما، ثم عد له كتبا انتهى.
وللحسن اخ صالح اسمه علي بن صالح وكلاهما من اعلام الشيعة ولدا توأما وذكرهما الذهبي في المحكى عن ميزانه وقال في احوال الحسن: كان احد الاعلام وفيه بدعة تشيع وكان يترك الجمعة ويرى الخروج على الولاة الظلمة وذكر انه كان لا يترحم على عثمان وذكر من جماعة انهم وثقوه، وان ابا زرعة قال اجتمع فيه اتقان وفقه وعبادة وزهد وان ابا نعيم قال كتبت عن ثمانمائة محدث فما رأيت افضل من الحسن بن صالح، وان يحيى بن ابى بكير قال للحسن بن صالح صف لنا غسل الميت فما قدر عليه من البكاء؟ وان عبيد الله بن موسى قال: كنت اقرأ على علي بن صالح فلما بلغت: فلا تعجل عليهم، سقط اخوه الحسن يخور كما يخور الثور فقام اليه علي فرفعه ومسح وجهه ورش عليه واسنده وان وكيعا قال كان الحسن وعلي ابنا صالح وامهما قد جزؤا الليل ثلاثة اجزاء فكل واحد يقوم ثلثا فماتت امهما فاقتسما اليل بينهما، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله، وان ابا سليمان الدارانى قال ما رأيت احدا الخوف اظهر على وجهه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشي عليه فلم يختمها إلى الفجر، ولد سنة مائة ومات سنة ١٩٩ (قصط).