أبو طلحة الانصاري
أبو طلحة الانصاري
زيد بن سهل وقد ذكر اسمه في قوله:
انا ابوطلحة واسمي زيد | في كل يوم في سلاحي صيد |
كان احد النقباء شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله توفي بالمدينة سنة اثنين وثلاثين او اربع وثلاثين وكان زوج ام سليم ام انس بن مالك وكان من الرماة.
عن انس قال كان ابوطلحة لا يصوم على عهد رسول الله من اجل الغزو فلما قبض النبي لم اره مفطرا إلا يوم الفطر والاضحى، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول صوت ابي طلحة في الجيش خير من فئة.
(اقول) وكان من سعادته ان وفق بأن حفر لرسول الله لحدا كما قال الشيخ المفيد في الارشاد.
وابنه عبدالله بن ابي طلحة كان من اصحاب امير المؤمنينعليهالسلام وهو الذي دعا له رسول الله يوم حملت به امه، وشرح ذلك ما نقل عن القاضي نعمان المصري في شرح الاخبار قال: ان ابا طلحة هذا كان قد خلف على ام انس ابن مالك بعد ابيه مالك وكانت ام انس من افضل نساء الانصار لما قدم رسول الله المدينة مهاجرا اهدى اليه المسلمون على مقاديرهم فاتت اليه ام انس بأنس فقالت يا رسول الله اهدى اليك الناس على مقاديرهم ولم اجد ما اهدي اليك غير ابني هذا فخذه اليك يخدمك بين يديك فكان انس يخدم النبي، وكان من ابي طلحة غلام قد ولدته منه وكان ابوطلحة من خيار الانصار وكان يصوم النهار ويقوم الليل ويعمل سائر نهاره في ضيعة له فمرض الغلام وكان ابوطلحة إذا جاء من الليل نظر اليه وافتقده فمات الغلام يوما من ذلك ولم يعلم ابوطلحة بموته وعمدت امه فسحبته في ناحية من البيت وجاء ابوطلحة فذهب لينظر اليه فقالت له امه دعه فانه قد هدأ واستراح وكتمته امره فسر ابوطلحة بذلك واوى إلى فراشه وآوت واصاب منها فلما اصبح قالت يا ابا طلحة أرأيت قوما اعارهم بعض جيرانهم عارية فاستمتعوا بها مدة ثم استرجع العارية اهلها فجعل الذين كانت عندهم يبكون عليها لاسترجاع اهلها إياها من عندهم ما حالهم قال مجانين قالت فلا نكون نحن من المجانين ان ابنك هلك فتعز عنه بعزاء الله وسلم اليه وخذ في جهازه.
فاتى ابوطلحة النبي فاخبره الخبر فتعجب النبي من امرها ودعا لها وقال: اللهم بارك لهما في ليلتهما فحملت من تلك الليلة من ابي طلحة بعبد الله هذا فلما وضعته لفته في خرقة وارسلت به مع ابنها انس إلى النبي فحنكه ودعا له وكان من افضل ابناء الانصار.
(اقول) روي عن دعوات الراوندي: انه جاء رجل من موالي ابي عبدالله عليه السلام اليه فنظر فقال مالي أراك حزينا فقال كان لي ابن قرة عين فمات فتمثل عليه السلام:
عطيته اذا اعطى سرور | وإن اخذ الذي اعطى اثابا | |
فاي النعمتين اعم شكرا | واجزل في عواقبها ايابا | |
أنعمته التي أبدت سرورا | أو الاخرى التي أدخرت ثوابا |