أبو الصمصام
أبو الصمصام
السيد عماد الدين ذو الفقار بن محمد بن معبد بن الحسن بن ابى جفعر الملقب بحميدان امير اليمامة ابن اسماعيل قتيل القرامطة بن يوسف بن محمد بن يوسف بن الاخيصر بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن السبط الزكى الحسن بن علي بن ابى طالبعليهالسلام قال السيد علي خان في وصفه: حسام المجد القاطع وقمر الفضل الساطع والامام الذي عرف فضله الاسلام واوجبت حقه العلماء الاعلام ونطقت بمدحه افواه المحابر والسن الاقلام وسعى جهده في بث احاديث اجداده الكرام عليهم السلام قلما خلت اجازة من روايته لسعة علمه ودرايته والثقة بورعه وديانته، كان فقيها عالما متكلما وكان ضريرا، وفي المنتخب عالم دين يروي عن السيد الاجل السيد المرتضى ابى القاسم علي بن الحسين الموسوي والشيخ الموفق ابى جعفر محمد بن الحسن قدس الله روحهما وقد صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس وعشر سنة، ووصفه صاحب عمدة الطالب بقوله الفقيه العالم المتكلم الضرير الخ.
وهذا السيد الجليل يروي عن جماعة غير الشيخ الطوسي والسيد المرتضى كالنجاشي والشيخ محمد بن علي الحلواني تلميذ السيد المرتضى وسلار بن عبدالعزيز وغيرهم رضى الله عنهم اجمعين.
(اقول) ذو الفقار بالفتح وضبطه بعض بالكسر ولكن الخطابي نسبه للعامة هو سيف امير المؤمنينعليهالسلام اعطاه النبي صلى الله عليه وآله يوم احد وفي روايات العامة انه كان سيف سليمان بن داودعليهالسلام اهدته بلقيس مع ستة اسياف ثم وصل إلى العاص بن منية، فقتل العاص يوم بدر كافرا فصار إلى النبي ثم صار إلى علي.
وروى العلامة المجلسي في البحار عن مناقب ابن شهر اشوب عن ابن عباس في قوله تعالى( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ ) قال انزل الله آدم من الجنة معه ذو الفقار خلق من ورق آس الجنة ثم قال فيه بأس شديد فكان به يحارب آدم اعداءه من الجن والشياطين إلى ان قال وقد روى كافة اصحابنا ان المراد بهذه الآية ذو الفقار انزل من السماء على النبي فاعطاه عليا، وسئل الرضاعليهالسلام من اين هو؟ فقال هبط به جبرائيل من السماء وكان حلية من فضة وهو عندي، ثم ذكر الاقوال فيه وفي وجه تسميته بذي الفقار وان طوله كان سبعة اشبار وعرضه شبر في وسطه كالفقار وانه نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى جبرائيل بين السماء والارض على كرسي من ذهب وهو يقول (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي).
سئل الصادقعليهالسلام لم سمي ذو الفقار؟ فقال لانه ما ضربه به امير المؤمنينعليهالسلام احدا إلا افتقره في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنة.
قال ابن ابي الحديد سألت شيخي عبدالوهاب بن سكينة عن خبر: (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتي إلا على) فقال خبر صحيح فقلت له فما بال الصحاح لم تشمل عليه قال وكلما كان صحيحا تشمل عليه كتب الصحاح كم قد اهمل جامعو الصحاح من الاخبار الصحيحة انتهى.
والصمصام السيف لا ينثني كالصمصامة، وسيف عمرو بن معد يكرب الزبيدي وهو سيف مشهور، نقل شيخنا البهائي عن الصفدي انه قال: حكي ان عمر بن الخطاب سأل عمرو بن معد يكرب ان يريه سيف المشهور بالصمصامة، فاحضره عمرو له فانتضاه عمر وضرب به فما حال فطرحه من يده وقال ما هذا إذا سل بشئ فقاك له عمرو يا امير المؤمنين انت طلبت منى السيف ولم تطلب منى الساعد الذي يضرب فعاتبه وقيل انه ضربه انتهى.
حكي ان السيف المذكور صار إلى موسى الهادي لان عمرو صاحبه قد وهبه لسعيد بن العاص الاموي فتوارثه ولده إلى ان مات المهدى فاشتراه موسى الهادي منهم بمال جليل، فحكي ان جرد الصمصامة وجعلها بين يديه واذن للشعراء فدخلوا عليه ودعا بمكتل فيه بدرة وقال قولوا في هذا السيف فبدر ابن يامين البصري وانشد يقول:
حاز صمصامة الزبيدي من | بين جميع الانام موسى الامين | |
سيف عمرو وكان فيما سمعنا | خير ما اغمدت عليه الجفون | |
فقال الهادي اصبت والله ما في نفسي واستخفه السرور فامر له بالمكتل والسيف فلما خرج من عنده قال للشعراء انما حرمتم من اجلي فشأنكم والمكتل ففي السيف غناي فاشترى منه السيف بمال جزيل، وحكي انه اشتراه الهادي منه بخمسين الفا، ثم اعلم ان ما ذكره ابن خلكان في احوال يزيد بن مزيد بن زائدة بن اخي مص بن زائدة الشيبانى من ان ذا الفقار كان مع محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب فلما احس بالموت دفع إلى تاجر كان له عليه اربعمائة دينار فوصل منه إلى بني العباس حتى وصل إلى الرشيد فاعطاه يزيد بن مزيد لما جهزه إلى حرب الوليد بن طريف فاخذه ومضى وكان من هزيمة الوليد وقتله ما قد شرح وفي ذلك يقول الشاعر في مدح يزيد:
اذكرت سيف رسول الله سنته | وباس اول من صلى ومن صاما |
فهو بمعزل من الصحة لان ذا الفقار كان مذخورا ومصونا مع امثاله من ذخائر النبوة والامامة.