أبو شجاع الروذراري
أبوشجاع الروذراري
محمد بن الحسين بن محمد بن عبدالله كان من وزراء العباسيين قرأ الفقه والحديث على الشيخ ابي اسحاق الشيرازي وغيره وكان عالما بالعربية، وصنف كتبا منها ذيل تجارب الامم، وكان عفيفا عادلا حسن السيرة كثير الخير والمعروف، كان عصره احسن العصور وزمانه انضر الزمان ولم يكن في الوزارة من يحفظ امر الدين وقانون الشريعة مثله، كان صعبا شديدا في امور الشرع سهلا في امور الدنيا، وكان لا يخرج من بيته حتى يكتب شيئا من القرآن العظيم ويقرأ من القرآن ما تيسر، وكان يؤدي زكاة امواله في سائر املاكه وضياعه واقطاعه ويتصدق سرأ، عرضت عليه رقعة فيها: ان الدار الفلانية بدرب القيار فيها امرأة معها أربعة ايتام وهم عراة جياع، فاستدعى صاحبا له وقال له اكسهم واشبعهم وخلع ثيابه، وحلف لا البسها ولا دفئت حتى تعود الي وتخبرني انك كسوتهم واشبعتهم فكان كذلك إلى ان جاء صاحبه فاخبره بذلك فلا جرم ان الله ختم له بالخير.
حكي انه لما دنت وفاته وظهرت له آثار الموت وكان بالمدينة المشرفة امر ان يحملوه إلى مسجد النبي صلى الله عليه وآله فوقف في الروضة الشريفة وقال يا رسول الله قال الله تعالى (ولو انهم إذ ظلموا انفهسم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئت معترفا بذنوبي وجرائمي ارجو شفاعتك، ثم بكى بكاء شديدا ثم رد إلى فراشه ومات، وكان ذلك في ١٥ ج ٢ سنة ٤٨٨ (نفح) ودفن بجوار ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم.