أبو سفانة

من ويكي علوي
مراجعة ٢٢:٤٠، ١١ ديسمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== أبو سفانة == حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج الطائي، كان جوادا يضرب به المثل في الجود، وكان شجاعا شاعرا مظفرا، اذا قاتل غلب إذا غنم انهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح سبق وإذا اسرى اطلق وإذا اثرى انفق، وكان اقسم بالله لا يقتل واحد امه. ومن حديثه انه خرج في ال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أبو سفانة

حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج الطائي، كان جوادا يضرب به المثل في الجود، وكان شجاعا شاعرا مظفرا، اذا قاتل غلب إذا غنم انهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح سبق وإذا اسرى اطلق وإذا اثرى انفق، وكان اقسم بالله لا يقتل واحد امه.

ومن حديثه انه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة فلما كان بأرض غنزة ناداه اسير لهم يا ابا سفانة الكلني الاسار والقمل، فقال ويحك ما انا ببلاد قومي وما معي شئ، وقد اسأت بى إذ نوهت باسمي وما لك مترك، ثم ساوم به العنزيين واشتراه منهم فخلاه، واقام مكانه في قيده حتى اتى بفدائه فاداه اليهم.

ومما حكي عن حاتم ايضا: ان ماويه امرأة حاتم حدثت ان الناس قد اصابتهم سنة، فاذهبت الخف والظلف، فبينا ذات ليلة باشد الجوع، فاخذ حاتم عديا، واخذت سفانة فعللناهما حتى ناما، ثم اخذ يعللني بالحديث لانام فرققت له لما به من الجهد فامسكت عن كلامه لينام ويظن اني نائمة فقال لي انمت مرارا؟ فلم اجبه، فسكت ونظر من فتق الخباء فاذا شئ قد اقبل، فرفع رأسه فاذا امرأة، فقال ما هذا؟ فقالت يا ابا سفانة اتيتك من عند صبية جياع يتعاوون كالذئاب جوعا فقال احضريني صبيانك فو الله لاشبعنهم، قالت قمت سريعا فقلت بماذا يا حاتم؟ فو الله ما نام صبيانك من الجوع إلا بالتعليل، فقال والله لاشبعن صبيانك مع صبيانها، فلما جاء‌ت قام إلى فرسه فذبحه ثم اجج نارا ودفع اليها شفرة، وقال اشتوي وكلي واطعمي ولدك، وقال لي ايقظي صبيتك فايقظتهما، ثم قال والله ان هذا للؤم تأكلون واهل الصرم حالهم كحالكم، فجعل يأتي الصرم بيتا بيتا ويقول انهضوا عليكم بالنار فاجتمعوا واكلوا، وتقنع بكسائه وقعد ناحية حتى لم يوجد من الفرس على الارض قليل ولا كثير، ولم يذق منه شيئا.

(بيان) في (ية) الصرم الجماعة ينزلون بابلهم ناحية على ماء، وفي القاموس: الصرماء المفازة لا ماء بها (ج) كقفل، وكان حاتم اذا هل الشهر الاصم الذي كانت مضر تعظمه بالجاهلية وتنحر له ينحر في كل يوم عشرة من الابل فيطعم الناس، وكانت الشعراء تفد عليه كالحطيئة وبشر ابن ابى حازم.

ومن اقواله في السخاء:

أماوي ان المال غاد ورائح ويبقى من المال الاحاديث والذكر
أماوي اني لا اقول لسائل إذا جاء يوما حل في مالنا النزر
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى اذا حشر جت يوما وضاق بها الصدر

وقوله:

إذا كان بعض المال ربا لاهله فاني بحمد الله مالى معبد

وكانت والدته ايضا من اسخى الناس حتى اضطر اخواتها ان يحجروا على اموالها خوفا من تبذيرها، وكذلك ابنته سفانة. واخبار حاتم منشورة في الاغاني والمستطرف وعقد الفريد وغير ذلك قيل توفى سنة ٦٥٠ ميلادية، وقبره في جبل لطي يسمى عوارض، وتقدم في ابو البحتري ما يتعلق به.