أبو ذويب الهذلي

من ويكي علوي
مراجعة ٢٢:٣٣، ١١ ديسمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== أبو ذويب الهذلي == خويلد بن خالد ينتهي نسبه إلى نزار، شاعر مخضرمي ادرك الجاهلية والاسلام ولم يلق النبي صلى الله عليه وآله في حال حياته. روى الشيخ الاجل الاقدم عبيد الله ابن عبدالله الاسد آبادي باسناده عن ابى عمرو بن العلاء قال قال ابوذويب الهذلي: بلغنا ان رس...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أبو ذويب الهذلي

خويلد بن خالد ينتهي نسبه إلى نزار، شاعر مخضرمي ادرك الجاهلية والاسلام ولم يلق النبي صلى الله عليه وآله في حال حياته.

روى الشيخ الاجل الاقدم عبيد الله ابن عبدالله الاسد آبادي باسناده عن ابى عمرو بن العلاء قال قال ابوذويب الهذلي: بلغنا ان رسول الله عليل فأوجسنا ذلك خيفة واشعرنا حزنا وغما فبت بليلة ثابتة النجوم طويلة الاناء لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فصرت اقاسي طولها ولا افارق غولها حتى إذا كان دون المسفر وقرب السحر هتف هاتف:

خطب جليل فت في الاسلام بين النخيل ومقعد الاصنام
قبض النبي محمد فعيوننا تذري الدموع عليه بالاسجام

قال ابوذويب فوثبت من نومي مزؤدا (اي مذعورا) فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفألت وقلت ذبحا وقتلا تقع في العرب فعلمت ان النبي قبض أو هو مقبوض في علته تلك، فركبت ناقتي وسرت حتى اذا اصبحت طلبت شيئا ازجر عليه فعن لي شيهم (اي قنفذ كبير) قد لزم على صل (اي حية رفيعة) وهو يتلوى والشيهم يقضمه حتى اكله فتفألت ذلك شيئا هما، وقلت تلوي الصل انفلات الناس عن الحق إلى القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تأولت قضم الشيهم قضمه الامر وضمه اليه فحثثت راحلتي حتى قدمت المدينة ولاهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج اذا اهلوا بالاحرام فقلت مه فقيل قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا واتيت بيت رسول الله فاصبت بابه مرتجا وقيل هو مسجى وقد خلا به اهله فقلت اين الناس؟ فقيل هم في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الانصار، فجئت إلى السقيفة فاصبت ابا بكر وعمر والمغيرة بن شعبة وابا عبيدة الجراح وجماعة من قريش ورأيت الانصار فيهم سعد بن دلهم ومعه شعراؤهم امامهم حسان بن ثابت فآويت إلى قريش، وتكلمت الانصار فاطالوا ولم يأتوا بالصواب، ثم بايع الناس ابا بكر في كلام طويل قال ثم انصرف ابوذويب إلى باديته ومات في ايام عثمان بن عفان انتهى.

قالوا: اشعر الاحياء هذيل، واشعر هذيل ابوذويب. وتقدم جميع الشعراء بقصيدته العينية التي قالها وقد هلك له خمسة بنين في عام واحد بالطاعون وكانوا فيمن هاجر إلى مصر فرثاهم بها منها قوله:

أمن المنون وريبة تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
اودى بني فأعقبوني حسرة عند الرقاد وعبرة لا تقلع
فالعين بعدهم كأن حداقها كحلت بشوك فهي عور تدمع
سبقوا هواي واعتفوا لهواهم فتحزموا ولكل جنب مصرعوا
ولقد حرمت بأبن ادافع عنهم فاذا المنية اقبلت لا تدفع
وإذا المنية انشبت اظفارها الفيت كل تميمة لا تنفع
وتجلدي للشامتين اريهم اني لريب الدهر لا اتضعضع
حتى كأنى للحوادث مروة بصفا المشرق كل يوم تقرع
والدهر لا يبقى على حدثانه جون السحاب له حدائد اربع

وهي طويلة.

حكي المنصور لما مات ابنه جعفر الاكبر مشى في جنازته إلى مقابر قريش حتى دفنه ثم رجع إلى قصره وقال للربيع انظر من في اهلي ينشدنى قصيدة ابي ذويب العينية حتى اتسلى عن مصيبتي، فخرج الربيع إلى بنى هاشم وهم بأجمعهم حضور فلم يجد فيهم احدا يحفظها فرجع فاخبره، فقال ان مصيبتي في اهل بيتي لا يكون فيهم احد يحفظ هذه القصيدة لقلة رغبتهم في الادب اعظم واشد علي من مصيبتي بابنى، ثم قال انظر هل في القواد والعوام من يعرفها، فاني احب ان اسمعها من انسان ينشدها، فخرج الربيع فوجد شيخا مؤدبا كان يحفظها فاوصله إلى المنصور فانشده إياها فلما قال (والدهر ليس بمعتب من يجزع) قال صدق والله، فانشدني هذا البيت مائة مرة لتردد هذا المصراع علي، فانشده ثم مر فيها فلما انتهى إلى قوله (والدهر لا يبقى.. الخ) قال سلى ابوذويب عند هذا القول ثم امر الشيخ بالانصراف.

(اقول) اعلم اني نقلت في كتاب سفينة البحار كلمات عن اهل بيت النبوة عليهم السلام في التعزية فمنها قول الرضاعليه‌السلام للحسن بن سهل وقد عزاه بموت ولده: التهنية بأجل الثواب اولى من التعزية على عاجل المصيبة.

وعن الصادقعليه‌السلام انه عزى رجلا بابن له فقال له: الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك منه.

ونقل ابن خلكان ان الفضل بن سهل اصيب بابن له يقال له العباس، فجزع عليه جزعا شديدا فدخل عليه ابراهيم بن موسى بن جعفر العلوي يعنى اخا ابى الحسن الرضا عليه السلام وانشده:

خير من العباس اجرك بعده والله خير منك للعباس

هذا كلام جده الصادقعليه‌السلام كما عرفت. وتقدم في ابوالحسن التهامي ما يناسب ذلك، ويأتي في ابن الزبير ايضا ما يناسبه، قيل توفي ابوذويب في ايام عثمان في غزوة الروم بمصر سنة ٢٧.