أبو دلف
أبو دلف
بضم الدال المهملة وفتح اللام وهو قاسم بن عيسى العجلي، كان سيد اهله ورئيس عشيرته من عجل وغيرها من ربيعة، وكان معدودا من الامراء وكان شاعرا مجيدا شجاعا بطلا.
حكي انه طعن فارسا فنفذت الطعنة إلى ان وصل السنان آخرا كان خلفه فقتلهما فقال بكر بن بطاح:
قالوا وينظم فارسين بطعنة | يوم الهياج وما تراه كليلا | |
لا تعجبوا لو ان طول قناته | ميل إذا نظم الفوارس ميلا |
وكان جوادا وقد مدحه الشعراء بمدائح عظيمة، ويأتى في العكوك ما يتعلق به وكان شيعيا.
روى المسعودي في مروج الذهب قصة تدل على ان ابنه دلف كان ينتقص علياعليهالسلام ويضع منه ومن شيعته وكان عدوا لابيه وكان سببه انه كان لزنية وحيضة والقصة معروفة، فعلى هذا الاعتبار بما حكى ابن خلكان عن الدلف الناصب ان رأى اباه بعد موته عريانا واضعا رأسه بين ركبتيه، ثم انشأ ابياتا تدل على وحشته وشدة ما يلاقيه.
والعجب من ابن خلكان ! كيف اعتمد عليه؟ مع نقله قصة من ابي دلف من احسانه إلى العلويين والقاء السرور في قلوبهم رجاء لشفاعة جدهم، والقصة هذه قال: رأيت في بعض المجاميع ان ابا دلف لما مرض مرض موته حجب الناس عن الدخول لثقل مرضه فاتفق انه افاق في بعض الايام فقال لحاجبه من بالباب من المحاويج فقال عشرة من الاشراف وقد وصلوا من خراسان ولهم بالباب عدة ايام لم يجدوا طريقا فقعد على فراشه واستدعاهم، فلما دخلوا رحب بهم وسألهم عن بلادهم واحوالهم وسبب قدومهم فقالوا ضاقت بنا الاحوال وسمعنا بكرمك فقصدناك فامر خازنه باحضار بعض الصناديق واخرج منه عشرين كيسا في كل كيس الف دينار، ودفع لكل واحد منهم كيسين ثم اعطى كل واحد مؤنة طريقه وقال لهم لا تمسوا الاكياس حتى تصلوا بها سالمة إلى اهلكم واصرفوا هذا في مصالح الطريق ثم قال ليكتب لي كل واحد منكم خطه انه فلان بن فلان حتى ينتهي إلى علي بن ابى طالب عليهالسلام ويذكر جدته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ليكتب يا رسول الله اني وجدت ضائفة وسوء حال في بلدي وقصدت ابا دلف العجلي فاعطانى الفي دينار كرامة لك وطلبا لمرضاتك ورجاء لشفاعتك فكتب كل واحد منهم ذلك وتسلم الاوراق، واوصى من يتولى تجهيزه إذا مات ان يضع تلك الاوراق في كفنه حتى يلقى بها رسول الله ويعرضها عليه. توفى سنة ٢٢٦.