أبو الدرداء
أبو الدرداء
عامر بن زيد الانصاري الصحابي المعروف، كان يعد من علماء الارض الثلاثة.
حكي ابن قتيبة في كتابه الامامة والسياسة قدوم ابي هريرة وابى الدرداء على معاوية وانهما اتيا علياعليهالسلام بأمر معاوية وقالا له: ان لك فضلا لا يدفع وقد سرت مسير فتى إلى سفيه من السفهاء ومعاوية يسألك ان تدفع اليه قتلة عثمان فان فعلت ثم قاتلك كنا معك قالعليهالسلام أتعرفانهم قال نعم قال فخذاهم، فاتيا محمد بن ابى بكر وعمار بن ياسر والاشتر، فقالا انتم من قتلة عثمان وقد امرنا بأخذكم فخرج اليهم اكثر من عشرة آلاف رجل فقالوا نحن قتلة عثمان، فقالا نرى امرا شديدا فانصرفا إلى منزلهما بحمص انتهى ملخصا.
وذكر نصر بن مزاحم ان ابا الدرداء وابا امامة الباهلي رجعا من صفين ولم يشهدا شيئا من القتال.
روى الشيخ الصدوق عنه انه شهد علي بن ابي طالب بشويحطات النجار قد اعتزل عن مواليه واختفى ممن يليه فافتقده ثم سمع مناجاته بصوت حزين ونغمة شجي وهو يقول: إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك، ولا انا براج غير رضوانك، قال فشغلنى الصوت واقتفيت الاثر فاذا هو علي بن ابي طالبعليهالسلام فاستترت له فركع ركعات من جوف الليل ثم فرغ إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى فكان مما به الله ناجى ان قال إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي، ثم قال آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء، ثم قال آه من نار تنضج الاكباد والكلى آه من نار نزاعة للشوى آه من غمرة من ملهبات لظى، قال ثم انعم في البكاء فلم اسمع له حسا ولا حركة فقلت غلب عليه النوم لطول السهر فاتيته فاذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك فقلت إنا لله وانا اليه راجعون مات والله علي بن ابى طالب فاتيت منزله وذكرت قصته فقالت فاطمة هي والله يا ابا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله انتهى ملخصا.