أمامة القرشية
أمامة القرشيّة أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية
امّها زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، وأبوها ابن أخت خديجة بنت خويلد أم المؤمنين زوجة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، وامّه هالة بنت خويلد
تزوّج أبو العاص زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قبل الإسلام ، حيث سألت خديجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم أن يزوّجه بها ، لأنّه ابن أختها ، فولدت عليا - مات صغيرا - وأمامة ، وهي التي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم يحملها في الصلاة ، فإذا ركع وسجد وضعها ، فإذا قام حملها
في الطبقات الكبرى لابن سعد وأسد الغابة وغيرهما من المصادر : أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع فقال : « لأدفعنها إلى أحبّ أهلي إليّ » ، فدعا أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها
وهي التي أوصت فاطمة الزهراء أمير المؤمنين عليه السّلام أن يتزوّج بها بعد وفاتها ، وقالت
« إنّها تكون لولدي مثلي » ، فتزوّجها الإمام عليّ عليه السّلام بعد وفاة الزهراء ، وكانت الزهراء خالتها ، ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السّلام : « أربعة ليس إلى فراقهن سبيل » ، وعدّ منهن أمامة بنت أبي العاص ، وقال : « أوصت بها فاطمة »
وقد زوّجها منه عليه السّلام الزبير بن العوّام ، وكان أبوها أبو العاص قد أوصى بها إليه ، فلمّا استشهد الإمام عليّ عليه السّلام قالت أم الهيثم النخعية
أشاب ذوائبي وأذلّ ركني * أمامة حين فارقت القرينا
تطيف به لحاجتها إليه * فلمّا استيأست رفعت رنينا
وكان الإمام عليّ عليه السّلام قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن يتزوّج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع زوجته بعده ؛ لأنّه خاف أن يتزوّجها معاوية ، فتزوّجها المغيرة فولدت له يحيى ، وبه كان يكنّى ، وهلكت عند المغيرة ، وقد قيل : إنّها لم تلد لعلي ولا للمغيرة كذلك ، قال الزبير : إنّها لم تلد للمغيرة بن نوفل ، قال : وليس لزينب عقب
وروي أنّ عليا سلام اللّه عليه لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت أبي العاص :
« لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي - يعني معاوية - فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا »
فلمّا انقضت عدّتها كتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم يأمره أن يخطبها عليه ويبذل لها مائة ألف دينار ، فلمّا خطبها أرسلت إلى المغيرة بن نوفل : أنّ هذا قد أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فأقبل ، وخطبها من الحسن بن علي عليهما السّلام فزوّجها منه .
وروى الكليني في الكافي في باب النكاح من الكافي بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام : إن في أولاد علي بن أبي طالب محمّد بن علي الأوسط ، أمه أمامة بنت أبي العاص ، وهذا ينافي القول بأنّها لم تلد لعلي عليه السّلام .
وروى الكليني في الكافي أيضا عن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن فاطمة بنت علي ، عن أمامة بنت أبي العاص ابن الربيع وأمها زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم : قالت : أتاني أمير المؤمنين علي عليه السّلام في شهر رمضان فاتي بعشاء تمر وكمأة فأكل عليه السّلام ، وكان يحبّ الكمأة[١]
- ↑ الكافي 6 : 369 حديث 1 باب الكمأة . وانظر ترجمتها في : تنقيح المقال 3 : 69 ، أعيان الشيعة 3 : 486 ، رياحين الشريعة 3 : 350 ، معجم رجال الحديث 23 : 181 ، أعيان النساء : 43 ، الطبقات الكبرى 8 : 39 ، تأريخ الطبري 5 : 154 ، الكامل في التأريخ لابن الأثير 3 : 397 ، أسد الغابة 5 : 400 ، الإصابة 4 : 236 ، أعلام النساء 1 : 77 نقلا عن منتخب أزواج النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلم للزبير بن بكّار والسمط الثمين للمحب الطبري