آية الاسترجاع

من ويكي علوي
مراجعة ٠٥:٤٣، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية الاسترجاع''' وهي جزء من الآية 156 من سورة البقرة، وهو قوله تعالى: {{قرآن|إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}}. ويستشعر من هذه الآية الإقرار التام بـالعبودية المطلقة للّه، ويعلمنا {{عز وجل}} أن لا نحزن على ما فاتنا؛ لأنه ــ سبحانه...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الاسترجاع وهي جزء من الآية 156 من سورة البقرة، وهو قوله تعالى: قالب:قرآن.

ويستشعر من هذه الآية الإقرار التام بـالعبودية المطلقة للّه، ويعلمنا أن لا نحزن على ما فاتنا؛ لأنه ــ سبحانه ــ مالكنا ومالك جميع ما لدينا من مواهب، إن شاء منحنا إيّاها، وإن استوجبت المصلحة أخذها منا، والالتفات المستمر إلى حقيقة عودتنا إلى اللّه ، يشعرنا بزوال هذه الحياة. لقد ذكر في السنة الشريفة مجموعة من الأحاديث، حول آثار الاسترجاع و أجر من استرجع عند المصيبة.

نص الآية

ورد في الآية 156 من سورة البقرة: قالب:صندوق اقتباس

تسميتها

وهي جزء من الآية 156 من سورة البقرة، وتعرف بآية الاسترجاع،[١] وهذه الآية لها تعلق بالآية التي قبلها والتي بعدها، حيث كانت الآية 155 مقدمة لآية الاسترجاع، والآية 157 هي بمثابة النتيجة التي يعطيها الله، للصابرين على المصيبة.[٢]

قال تعالى: قالب:قرآن[٣]

سبب النزول

روي عن سبب نزول آية الاسترجاع عن ابن عباس قال: أن حمزة حين قُتل يوم أُحد، وعرف بقتله الإمام عليعليه السلام، فقال: قالب:قرآن، فنزلت هذه الآية: قالب:قرآن.[٤][٥]

تفسير الآية

قال الشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي: إنَّ في آية الاسترجاع إقرار بالبعث والنشور، وأنَّ مآل الأمر يصير إليه، وإنَّما كانت هذه اللفظة تعزية عن المصيبة، لما فيها من الدلالة على أنَّ اللّه يجزها إن كانت عدلاً، وينصف من فاعلها إن كانت ظلماً.[٦]

ذكر الفيض الكاشاني وهو من مفسري القرن الحادي عشر الهجري في تفسير الصافي اعتماداً على رواية: إنَّ كل شي‏ء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة،[٧]

قال السيد الطباطبائي في الميزان في معنى الاسترجاع: إنَّ وجود الإنسان وجميع ما يتبع وجوده، من قواه و أفعاله قائم الذات بالله الذي هو فاطره، وموجده فهو قائم به مفتقر ومستند إليه في جميع أحواله من حدوث، وبقاء غير مستقل دونه، فلربه التصرف فيه كيف شاء وليس للإنسان من‏ الأمر شي‏ء إذ لا استقلال له بوجه أصلا فله الملك في وجوده و قواه و أفعاله حقيقة.[٨]

يُستشعر من هذه الآية الإقرار التام بالعبودية المطلقة للّه، حيث يعلمنا أن لا نحزن على ما فاتنا؛ لأنَّه ــ سبحانه ــ مالكنا ومالك جميع ما لدينا من مواهب، إن شاء منحنا إيّاها، وإن استوجبت المصلحة أخذها منا.

والالتفات المستمر إلى حقيقة عودتنا إلى اللّه ــ سبحانه ــ يُشعرنا بزوال هذه الحياة، وبأن نقص المواهب المادية ووفورها غرض زائل، ووسيلة لارتقاء الإنسان على سُلّم تكامله، فاستشعار العبودية والعودة في عبارة قالب:قرآن،‏ له الأثر الكبير في تعميق روح الاستقامة و الصبر في النفس.[٩]

ومن الواضح أن المقصود من قول هذه العبارة ليس ترديدها باللسان فقط، بل استشعار هذه الحقيقة، والالتفات إلى ما تنطوي عليه من توحيد وإيمان.[١٠]

الاسترجاع في الروايات

لقد ذُكِرَ في السنة الشريفة مجموعة من الأحاديث حول أجر من استرجع عند المصيبة، ومنها:

  • عن عكرمة طُفيء سراج النبيصلى الله عليه وآله وسلم، فقال: قالب:قرآن، فقيل: يا رسول الله، أمصيبة هي؟ قال: «نعم، وكل ما يؤذي المؤمن فهو مصيبة له وأجر».[١١]
  • عن أبي علي المهلبي، عن أبي عبد اللهقالب:عليه السلام، قال: «قال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و من إذا أصابته مصيبة، قال: قالب:قرآن، و من إذا أصاب خيراً، قال: الحمد لله، و من إذا أصاب خطيئة، قال: استغفر الله وأتوب إليه».[١٥]

آثار الاسترجاع

لقد ذُكِرَ في السنة الشريفة مجموعة من الأحاديث حول آثار الاسترجاع، ومن هذه الآثار: ما من عبد يُصاب بمصيبة فيسترجع إلا غفر الله تعالى له ما تقدَّم من ذنبه، وكلما ذكر مصيبته واسترجع غفر الله له ذنب من ذنوبه،[١٧] ومن استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته، وأحسن عاقبته، وجعل له خَلَفاً صالحاً يرضاه.[١٨]

استحباب الاسترجاع

ذكر الشهيد الأول إنَّ الاسترجاع (إنا لله و إنا إلیه راجعون) عند المصيبة مستحب، وقد ذكرت العديد من الروايات أنَّ النبيصلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومينعليهم السلام أوصوا بالاسترجاع عند المصائب،[١٩] وذكر صاحب الجواهر أنَّ الاسترجاع عند دفن الميت مستحب.[٢٠]

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1427هـ/ 2006م.
  • السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، 2010م.
  • الشهيد الأول، محمد بن مكي،‌ ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، قم - إيران، الناشر: مؤسسة آل البيتعليهم السلام، ط1، 1419هـ.
  • الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم - إيران، الناشر: مدرسة الإمام علي عليه السلام، ط1، 1426هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين‏، الميزان في تفسير القرآن‏، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط5، ‏‏‏1417هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق: محمد جواد البلاغي، طهران - إيران، الناشر: انتشارات ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن،‏ التبيان في تفسير القرآن،‏ تحقيق: أحمد قصير العاملي، بيروت - لبنان، الناشر: دار احياء التراث العربي، ط1، د.ت.‏‏
  • العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1411هـ/ 1991م.
  • الفيض الكاشاني، محسن‏، تفسير الصافي، تحقيق: حسين الأعلمي،‏ طهران - إيران، ال‏ناشر: انتشارات الصدر، ط2، ‏1415هـ.‏
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران - إيران، الناشر: دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407ه‍.
  • النوري، حسين بن محمد تقي،‏ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل،‏ قم - إيران، الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام، ط1، 1408هـ.
  • جوادي آملي، عبد الله، تسنيم في تفسير القرآن، قم - إيران، الناشر: مركز الإسراء للطباعة، ط1، 1436هـ.
  1. جوادي آملي، تسنيم، ج 7، ص 738.
  2. الطبرسي، البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 436.
  3. البقرة: 155 ــ 156 ــ 157.
  4. البقرة: 156 ــ 157.
  5. المجلسي، بحار الأنوار، ج 36، ص 191.
  6. الطوسي، التبيان، ج 2، ص 40؛ الطبرسي، البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 437.
  7. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 1، ص 204.
  8. الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 1، ص 353 - 354.
  9. الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 364.
  10. الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 365.
  11. السيوطي، الدر المنثور، ج 1، ص 380.
  12. الشسع: زمام النعل بين الاصبع الوسطى والتي تليها.
  13. السيوطي، الدر المنثور، ج 1، ص 380.
  14. البحراني، البرهان، ج 1، ص 364.
  15. العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص 88.
  16. العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص 88.
  17. الكليني، الكافي، ج 3، ص 224.
  18. النوري، مستدرك الوسائل، ج 2، ص 406.
  19. الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج ‌2، ص 49.
  20. النجفي، جواهر الكلام، ج 4، ص 310.