الشيخ عباس بن الملا علي البغدادي

من ويكي علوي
مراجعة ١٢:٠٣، ١ ديسمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ عباس بن الملا علي البغدادي

ولد الشيخ عباس بن الملا علي بن ياسين البغدادي عام 1244 ه ، وقيل عام 1242 ه ، في بغداد ، وهاجر أبوه إلى مدينة النجف الأشرف عام 1245 ه وقيل عام 1247 ه على أثر انتشار الطاعون في العراق وهناك من يشير إلى أنه ينتسب إلى أسرة " آل السكافي " ومن الغرابة أن السيد الصدر أطلق عليه لفظ " البهبهاني النجفي " ، فالرجل بغدادي الأصل ، نجفي المولد ، وليس هناك ما يشير إلى سكناه أو هجرته إلى بهبهان حتى يكتسب هذا اللفظ ، وقد تتلمذ الشيخ عباس البغدادي على أعلام النجف منهم:

1 - الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجواهر ) .

2 - السيد حسين بحر العلوم .

3 - الشيخ حسن قفطان .

4 - الشيخ إبراهيم آل صادق العاملي .

5 - الشيخ موسى محيي الدين .

6 - الشيخ عبد الحسين محيي الدين .

وتمتع الشيخ عباس الملا علي بمكانة مرموقة بين أدباء عصره ، حتى أصبح يشار إليه بالبنان وأثنى عليه القاصي والداني ، وقد أشار إلى حياته الأدبية هذه بقوله :

أحطت من العلوم بكل فن * بديع والعلوم على فنون

فها أنا ذا محرز قصب المعالي * وما جاوزت شطر الأربعين

ووصف بالشاعر الخفيف الطبع ، الرقيق الشعور ، الخصب الخيال ، النقي الديباجة وأشار إليه الشيخ إبراهيم آل صادق العاملي بقوله : " فيا له من صبي فاق على صغر سنه ، فيما رق من بديع الأدب كبراء فنه ، فلا غرو أن فاق فضلاء بني الفضل فهو أبوه ، أو فاق بالنطق الفصل لمن من إليه باعترافهم نسبوه إذ هو اليوم من ألقت إليه الآداب فضل القياد وأنقاد إليه من شعراء البلاغة كل صعب الانقياد " ويقول الشيخ علي كاشف الغطاء : " كان فاضلا كاملا أديبا لبيبا شاعرا ماهرا "

وقد نشأ الشيخ عباس بن الملا علي في كنف أبيه الذي أمتهن البزازة في مدينة النجف ، وكان في الوقت نفسه من الزهاد المتفقهين وقد أحب أن يكون ولده من أهل العلم والأدب والكمال ، فدفعه إلى العلامة السيد حسين بحر العلوم ، فقرأ عليه جملة من العلوم العربية والفقهية ، وعلمه كثيرا من النكت الشعرية والأدبية ، فنبغ بين هذه الأجواء شاعرا أديبا وقد وصف الشيخ جعفر النقدي قابلياته الشعرية بقوله : انه شاعر جيد الشعر والشعور ، حسن الألفاظ والمعاني ، يجمع نظمه بين الرقة والمتانة والقوة واللطف ، وكان ماهرا حسن الذوق ، مستقيم الفهم ، جميل الشكل وقد عرفته نوادي النجف الأدبية ومسابقاتها الشعرية أديبا شاعرا كبيرا خصوصا مطارحاته مع آل الآلوسي وآل جميل وآل الأخرس ومع الشاعر عبد الباقي العمري والشيخ جابر الكاظمي وغيرهم ممن ساجلهم وطارحهم ، وأعترف الكثير منهم بعلمه وفضله ، وأشار إليه الشاعر عبد الباقي العمري بقصيدة منها:

تسامى على الأقران وهو أجلها * وأكبرهم عقلا وأصغرهم سنا

وكان ديوان الشيخ عباس بن الملا علي البغدادي يضم ألف بيت من الشعر ، وقيل ثلاثة آلاف بيت ، وقد رتبه بعض الأدباء على الحروف ومنه قصيدته التي أنشدها عند اجتياح مرض الطاعون مدينة النجف الأشرف ، فتوسل فيها إلى اللّه تعالى أن يرفع هذا الوباء والبلاء ، وفيها مدح لأمير المؤمنين عليه السلام منها:

أيها الخائف المروع قلبا * من وباء أولى فؤادك رعبا

لذ بأمن الخوف صنو رسول * اللّه خير الأنام عجما وعربا

وأحبس الركب من حمى خير حام * حبست عنده بنو الدهر ركبا

وتمسك بقبره والثم التر * ب خضوعا له فبورك تربا

وإذا ما خشيت يوما مضيقا * فامتحن حبه تشاهده رحبا

واستثره على الزمان تجده * لك سلما من بعد ما كان حربا

ومن شعره في النجف الأشرف:

سلام على وادي الغري على البعد * وان كان لا يغني السلام ولا يجدي

سلام مشوق قرّح البين جفنه * وجرعه صاب الصبابة والوجد

حليف غرام كلما هبت الصبا * صبا قلبه وأزداد وقدا على وقد

وان مر ذكر السفح ظلت سوافحا * سحائب جفنيه دماء على الخد

تنازعه في كل حين نوازع * من الشوق حتى لا يعيد ولا يبدي

يقلب طرفيه إذا الليل جنه * كأن وكلت منه المحاجر بالسهد

ويذكر أياما تقضت بحاجر * وناعم عيش راق في سالف العهد

وقد وقع الشيخ عباس الملا علي بشغف ابنة أحد شيوخه ، ولعلها بنت العلامة السيد حسين بحر العلوم حتى أضناه الحب وكاد يقضي على حياته فأنشد قائلا:

عديني وامطلي وعدي عديني * وديني بالصبابة فهي ديني

ومني قبل بينك بالأماني * فان منيتي في أن تبيني

سلي شهب الكواكب عن سهادي * وعن عد الكواكب فاسأليني

صلي دنفا بحبك أوقفته * نواك على شفا جرف المنون

أما وهوى ملكت به قيادي * وليس وراء ذلك من يمين

لأنت أعز من نفسي عليها * ولست أرى لنفسي من قرين

توفى الشيخ عباس الملا علي البغدادي النجفي في مدينة النجف الأشرف عام 1276 ه / 1860 م ، ودفن في الصحن الشريف تجاه الرواق ، وان هناك من يحدد وفاته عام 1274 ه / 1257 م