الشيخ محمد بن الشيخ علي كاشف الغطاء
الشيخ محمد بن الشيخ علي كاشف الغطاء
الشيخ محمد بن الشيخ علي كاشف الغطاء
ولد الشيخ محمد بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء في مدينة النجف الأشرف ونشأ بها ، وتتلمذ على عمه الشيخ حسن ، ثم صار عالما محققا ورئيسا مطاعا « 2 » ، وبعد وفاة الإمام الشيخ محمد حسن النجفي ( صاحب الجوهر )
عام 1266 ه ، رجع كثير من الناس بالتقليد إلى الشيخ محمد كاشف الغطاء وكان ينافسه في المرجعية الإمام الشيخ مرتضى الأنصاري ، ولكن بعد وفاة الشيخ محمد كاشف الغطاء عام 1268 ه / 1852 م استقل الشيخ الأنصاري بالمرجعية ويقول الشيخ محبوبة : ألقت إليه الزعامة مقاليدها وحاز الرئاسة الدينية والدنيوية ، وكان يتدخل في شؤون الرئاسة وفصل الخصومات في زمن عمه وأبيه ، وقد وصف بأنه اجل من في مدينة النجف من العلماء بعد عمه ويقول الشيخ القمي : انه عالم جليل وفاضل ونبيل وفقيه بل رئيس مطاع ويقول الشيخ محبوبة : كان الرئيس المطاع والموئل الذي وقع عليه الإجماع وقد عرف بين الناس حلالا لمشاكلهم وقاضيا لحوائجهم ووسيطا بينهم وبين الولاة العثمانيين ، وكانت كلمته نافذة وورقته لا ترد ، وقد تمكن من عزل الملا يوسف حاكم النجف وخازن الحرم العلوي بواسطة والي العراق نجيب باشا ، وفوض إليه أمر الحرم الحيدري ، فرشح إليه السيد رضا الرفيعي وقد أقرته الحكومة على ذلك ويقول الشيخ عباس كاشف الغطاء : أصبحت بيده مقاليد الروضة الحيدرية ، وكثير ما أغاث الناس بفك مسجونهم وكشف الكرب والمحن عنهم وإخماد نائرة الشمرت والزكرت في النجف وقد وصفته المصادر بالمهابة والوقار عند الحكام والوزراء ، وان زهده وعبادته جعلت الناس يميلون إليه بالتقليد ، حتى تخرج على يده جمع من أعلام النجف في عصره كأخويه الشيخين مهدي وجعفر وابن عمته الشيخ راضي ، وقد تخرج عليه الشيخ محمد علي عزّ الدين العاملي والملا عبد الرحيم البادكوبي والحاج ميرزا لطف اللّه الزنجاني وقد أجازه وكان يحضر مجلس درسه صباح كل يوم أكثر من خمسمائة عالم محقق وقد أشارت مؤلفاته الفقهية إلى علميته وهي:
1 - رسالة عملية في الطهارة والصلاة والمناسك .
2 - رسالة في الدماء والجنائز .
3 - رسالة في الصوم والاعتكاف ، تاريخها 1266 ه .
4 - رسالة في مناسك الحج ، تاريخها 1266 ه .
وكان الشيخ محمد كاشف الغطاء قد نظم الشعر وكانت بينه وبين شعراء عصره صلات ومراسلات وقد خاطبه أحد أحبته بقوله:
أصالح تدري ما جرى يوم كربلا * وقد غاب واشينا فوافى بوعده
بكيت فأبكيت الوحوش صبابة * غداة تلاقينا وخدي بخده
وروت فما ماء الحياة رضابة * فأحييت قلبا مات من طول صده
ففي فيّ من فيه رضاب معسل * إلى آخر الدنيا حلاوة شهده
توفى الشيخ محمد كاشف الغطاء في ذي الحجة 1268 ه في مدينة النجف الأشرف ودفن مع أبيه وجده في مقبرة آل كاشف الغطاء وقد رثاه الشيخ صالح القزويني بقصيدة منها:
جلل أصاب على العراق فمادا * منه الحجاز وزلزل الاطوادا
هوت النجوم وكورت شمس الضحى * وتبرقع القمر المنير سوادا
وعلى الضحى خلع الدجى جلبابه * متجلببا من حندس ايرادا
اليوم قاد محمدا صرف الردى * من بعد ما ألقى إليه قيادا
ورثاه السيد مهدي بن السيد داود الحلي بقصيدة منها:
أرى الأرض في هضبها تضطرب * ويوشك في أهلها تنقلب
وهذي السماوات من مورها * تكاد تساقط منها الشهب
وساطع أنوارها شاحبا * فأي كواكبها قد غرب
وطبقت الأرض عذبا تكاد * تميد لها راسبات الهضب
ورثاه الشيخ إبراهيم آل صادق العاملي بقصيدة منها:
هو البين لم يستبق للبين منتزعا * ولم يبق للعاني من الوجد مفزعا
غداة أبو المجد الأثيل محمد * ملاذ النهى والعلم بالرغم أزمعا
فان لكم بعد افتقاد محمد * عزاء بمن قد شاد للدين أربعا
هو ( المرتضى ) بدر الهدى حجة الورى * منار التقى من راح للفضل منبعا
ومن قصيدة للسيد راضي القزويني :
خلت المدارس يوم خف مقيمها * وعفت هناك طلولها ورسومها
وهوت دعائمها وهدم ركنها * وذوت نضارتها وغاض نعيمها
ومن قصيدة للسيد محمد علي العاملي :
كن من زمانك في حذر * وذر التنعم فيه ذر
ما الدهر إلا بغتة * تقضي به البشر الوطر
وبه تفوق أسهما * للحادثات يد القدر
ترمي بهن من الورى * حجج الإله على البشر
ومن قصيدة الشيخ محمد بن سلمان بن نوح:
بفيض الدموع أذلت المقل * أفاجئك البين بالمصاب الجلل
وأفنيت صبرك طوع الأسى * وعهد الأسى منك عنه يجل
نعم وهو في العهد لم ينتصف * بحقك لكن بمعناه ضل
لقد كنت حلية جيد الجلال * فما باله منك أمسى عطل
وكان قد أصدر والي بغداد أمرا بتولية فضيلة العلّامة الشيخ محمد بن الشيخ علي آل كاشف الغطاء سدانة المرقد الشريف وخزانته بعد إقصاء الملا يوسف عن السدانة وحكومة النجف الأشرف . ولكن الشيخ محمد رفض تسلّم السدانة والخازنية وقلّدهما بالنيابة عنه إلى السيد رضا بن السيد محمد الرفيعي ، ومن ثم تقلّدها السيد رضا الرفيعي أصالة