الملا يوسف بن الملا سليمان
الملا يوسف بن الملا سليمان
أصبح الملا يوسف بن الملا سليمان الحاكم المطلق في مدينة النجف الأشرف وتولّى خازنية المرقد العلوي الشريف ، وقد وصف بالشدّة والقسوة والاعتداء على الزائرين والمجاورين وأخذ المال غصبا حتى أدّت سلوكيته تلك إلى عزله عام 1255 ه . يقول الشيخ محبوبة : خرج من مدينة النجف مع أهله غاضبا على جماعة ( الشمرت ) ، فخرج إليه الزكرت لإرضائه فطردهم . وقد حاصر مدينة النجف شهرا حتى قاسى أهلها الأمرّين ثم رجع إلى مدينة الحلة ومكث بها سنتين وأرسل من ينقض سور النجف ، فألقي القبض على ذلك الرسول وقتل . وقد استعان الملا يوسف عند حصاره لمدينة النجف بعشائر الخزاعل وآل شبل وأهل الهندية . ولمّا طال جلاؤه عن النجف ، هاجم ( الزكرت ) داره فدمّروها وكانت من أجمل دور النجف وأكثرها حسنا.
ويعد الملا يوسف بن الملا سليمان صاحب شخصية اجتماعية كبيرة في عصره ووصف بالحزم والهمّة العالية والدهاء والسطوة . وأثناء خازنيته للمرقد الشريف وحكومته لمدينة النجف الأشرف ، قام بالإجراءات التالية :
أ - منع اختلاط النساء والرجال في الحرم العلوي الشريف ، فخصص يوما للنساء ويوما للرجال .
ب - منع استطراق النساء في الشوارع العامّة والأسواق والصحن الشريف في لباس غير محتشم ويجلب النظر .
ج - فرض ضريبة على كل زائر مقدارها قران ، وعلى الجنائز التي تصل إلى مدينة النجف بحسب اقتدار أولياء الميّت .
د - فرض الإتاوة على بعض الزائرين والمثرين في المدينة إلى درجة أثارت فضيلة الشيخ محمد آل كاشف الغطاء ، فساعد على فصله من قبل الوالي العثماني داود باشا .
ه - طلب من خدّام الروضة الحيدرية وقرّاء الزيارة إطالة اللّحى ومنع كلّ من لا يلتزم بذلك .
و - منع الأطفال من اللعب في الصحن الحيدري الشريف .
وقد عزل الملا يوسف من وظيفتي الخازنية والحكومة مدة من الزمن ولكنه أعيد بعد ذلك إليهما بعد أن عفى عنه فضيلة الشيخ محمد آل كاشف الغطاء . ولعل إعادته إلى وظيفتيه جاءت لمساعدة الحكومة للقضاء على حوادث ( الشمرت ) و ( الزكرت ) ، وقد اتفق مع السلطة آنذاك على نفي جماعة من النجفيين إلى السماوة بتهمة الاشتراك في هذه الحوادث واضعا يده على أملاكهم.