الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة الشرح»
(أنشأ الصفحة ب''''سورة الشرح، أو الإنشراح أو ألم نَشرَح،''' هي السورة الرابعة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية. اسمها مأخوذ من الآية الأولى في السورة. تتحدث السورة عن الهبات الإلهية (شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر)، وتُذكِّر بأيا...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''سورة الشرح، أو الإنشراح أو ألم نَشرَح،''' هي السورة الرابعة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]. اسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى في [[السورة]]. | '''سورة الشرح، أو الإنشراح أو ألم نَشرَح،''' هي السورة الرابعة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من [[القرآن الكريم]]، وهي من [[السور المكية]]. اسمها مأخوذ من [[الآية]] الأولى في [[السورة]]. | ||
تتحدث السورة عن الهبات الإلهية (شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر)، وتُذكِّر بأيام المحن والصعاب؛ وذلك تسلية لقلب [[الرسول الأكرم]]{{صل}} وتبشيره بزوال العقبات أمامه، والترغيب في [[عبادة]] [[الله]]، وجاء في كتب [[الفقه]] أنه لا يمكن قراءة سورة ('''ألم نشرح''') وحدها في [[الصلاة اليومية|الفرائض]] بركعة واحدة، إلا أن تُجمع معها [[سورة الضحى]]. | تتحدث السورة عن الهبات الإلهية (شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر)، وتُذكِّر بأيام المحن والصعاب؛ وذلك تسلية لقلب [[الرسول الأكرم]] {{صل}} وتبشيره بزوال العقبات أمامه، والترغيب في [[عبادة]] [[الله]]، وجاء في كتب [[الفقه]] أنه لا يمكن قراءة سورة ('''ألم نشرح''') وحدها في [[الصلاة اليومية|الفرائض]] بركعة واحدة، إلا أن تُجمع معها [[سورة الضحى]]. | ||
ورد في [[ثواب]] قراءة سورة الشرح [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رويَ عن [[النبي (ص)]]: من قرأها أعطاه الله [[اليقين]] والعافية، ومن قرأها على ألمٍ في الصدر وكُتبت له شفاه الله. | ورد في [[ثواب]] قراءة سورة الشرح [[الروايات|روايات]] كثيرة منها ما رويَ عن [[النبي (ص)]]: من قرأها أعطاه الله [[اليقين]] والعافية، ومن قرأها على ألمٍ في الصدر وكُتبت له شفاه الله. | ||
==تسميتها وآياتها== | ==تسميتها وآياتها== | ||
سُميت هذه السورة بالشرح أو الإنشراح أو ألم نشرح؛ على أول [[آية]] منها، والمراد بشرح صدر [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} بسطه بنور الله، بحيث يسع ما يُلقى إليه من الحقائق ولا يضيق بما يصيبه من أذى الناس،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 358.</ref> و[[آيات]] سورة الشرح (8)، تتألف من (27) كلمة في (102) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.<ref> الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1265.</ref> | سُميت هذه السورة بالشرح أو الإنشراح أو ألم نشرح؛ على أول [[آية]] منها، والمراد بشرح صدر [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} بسطه بنور الله، بحيث يسع ما يُلقى إليه من الحقائق ولا يضيق بما يصيبه من أذى الناس،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 358.</ref> و[[آيات]] سورة الشرح (8)، تتألف من (27) كلمة في (102) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من [[السور المفصلات]]، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.<ref> الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1265.</ref> | ||
==ترتيب نزولها== | ==ترتيب نزولها== | ||
سورة الشرح من [[السور المكية]]، <ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 676.</ref> وقيل: إنها [[السور المدنية|مدنية]]،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، 358.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)]] بالتسلسل الثاني عشر، لكن تسلسلها في [[القرآن الكريم|المصحف]] الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الرابع والتسعون من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.</ref> | سورة الشرح من [[السور المكية]]، <ref>الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 676.</ref> وقيل: إنها [[السور المدنية|مدنية]]،<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، 358.</ref> ومن حيث الترتيب نزلت على [[النبي (ص)]] بالتسلسل الثاني عشر، لكن تسلسلها في [[القرآن الكريم|المصحف]] الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الرابع والتسعون من [[سور القرآن]].<ref> معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.</ref> | ||
مراجعة ٠٧:٥٤، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣
سورة الشرح، أو الإنشراح أو ألم نَشرَح، هي السورة الرابعة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية. اسمها مأخوذ من الآية الأولى في السورة.
تتحدث السورة عن الهبات الإلهية (شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر)، وتُذكِّر بأيام المحن والصعاب؛ وذلك تسلية لقلب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وتبشيره بزوال العقبات أمامه، والترغيب في عبادة الله، وجاء في كتب الفقه أنه لا يمكن قراءة سورة (ألم نشرح) وحدها في الفرائض بركعة واحدة، إلا أن تُجمع معها سورة الضحى.
ورد في ثواب قراءة سورة الشرح روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأها أعطاه الله اليقين والعافية، ومن قرأها على ألمٍ في الصدر وكُتبت له شفاه الله.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بالشرح أو الإنشراح أو ألم نشرح؛ على أول آية منها، والمراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسطه بنور الله، بحيث يسع ما يُلقى إليه من الحقائق ولا يضيق بما يصيبه من أذى الناس،[١] وآيات سورة الشرح (8)، تتألف من (27) كلمة في (102) حرف، وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٢]
ترتيب نزولها
سورة الشرح من السور المكية، [٣] وقيل: إنها مدنية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل الثاني عشر، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثلاثين بالتسلسل الرابع والتسعون من سور القرآن.[٥]
معاني مفرداتها
أهم المفردات في السورة:
- (نشرح): التوسعة والبسط، والمراد هنا بسطه بنور إلهي وسكينة من جهة الله وروح منه.
- (ووضعنا): أسقطنا عنك هذا الثقل ورفعناه عن كاهلك.
- (وزرك): الوزر: الثقل.
- (ذكرك): المنزلة والسمعة.
- (العُسر): الشدة والصعوبة.
- (اليُسر): السهولة.
- (فارغب): تَضّرع إليه في طلب المسائل.[٦]
محتواها
تتحدث السورة عن الهبات الإلهية وتُذكّر بأيام المحن والصعاب؛ كي يكون ذلك تسلية لقلب الرسول الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم وتصعيداً للأمل في نفسه، فالسورة تدور بشكل عام حول ثلاث محاور، الأول: بيان النِعَم الثلاث (شرح الصدر، ووضع الوزر، ورفع الذكر)، والثاني: تبشير النبي (ص) بزوال العقبات أمام دعوته، والثالث: الترغيب في عبادة الله الواحد الأحد.[٧]
قراءتها في الصلاة
جاء في كتب الفقه أنّ (ألم نشرح) مع (الضحى) سورة واحدة؛ لتعلّق بعضها ببعض، فأُوجِب قراءتهما في الفرائض بالركعة الواحدة.[٨] كما ورد عن الإمام الصادق قال: «لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح، وألم ترَ كيف وإيلاف قريش».[٩]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص) أنه قال: «من قرأها أعطاه الله اليقين والعافية، ومن قرأها على ألمٍ في الصدر وكتبت له شفاه الله».[١٠]
- عن الإمام الصادق: إذا عسر عليك أمر، فصلّ عند الزوال ركعتين تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وقل هو اللّه أحد وإنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً إلى قوله وينصرك اللّه نصراً عزيزاً، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وقل هو اللّه أحد وألم نشرح لك صدرك. [١١]
وردت خواص كثيرة، منها:
- وعن الإمام الصادق: قال: «من أكثر قراءة والشمس، و الليل إذا يغشى، والضحى، وألم نشرح في يوم أو ليلة لم يبقَ شيء بحضرته إلا شهد له يوم القيامة حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه، وجميع ما أقلّت الأرض منه، ويقول تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له، فانطلقوا به إلى جناتي حتى يتخير منها حيث ما أحب، فأعطوه من غير مَنٍّ، ولكن رحمة مني وفضلاً عليه وهنيئاً لعبدي».[١٢]
قبلها سورة الضحى |
سورة الشرح |
بعدها سورة التين |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، بيروت-لبنان، مؤسسة آل البيتعليهم السلام، ط 2، 1424 هـ.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران-طهران، مؤسسة الأصدقاء، د.ط، 1377 ش.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم-إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطوسي، محمد، التبيان في تفسير القرآن، قم-إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- العروسي، عبد علي، تفسير نور الثقلين، قم-إيران، اسماعيليان، ط 4، 1415 هـ.
- القمي، عباس، سفينة البحار ومدينة الحِكم والآثار، دار الأسوة، قم- إيران، ط 6، 1430 هـ.
- الموسوي، عباس، الواضح في التفسير، بيروت- لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت-لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 358.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1265.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 676.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، 358.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 325-326.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 179.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 633.
- ↑ العاملي، وسائل الشيعة، ج 6، ص 55.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 10، ص 183.
- ↑ القمي، سفينة البحار، ج 5، ص 166.
- ↑ العروسي، تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 585.