الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي»
(أنشأ الصفحة ب'== الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي == ولد الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي في مدينة النجف الأشرف ونشأ بها محبا للعلم والأدب ، وحضر على علماء النجف وفقهائها ، وقد تعاطى الشعر ، وأصبح ذا قريحة جيدة في نظمه ويقول الخاقاني : انه أديب حر وشاعر مطبوع وي...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
== الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي == | == الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي == | ||
ولد الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي في مدينة النجف الأشرف ونشأ بها محبا للعلم والأدب ، وحضر على علماء النجف وفقهائها ، وقد تعاطى الشعر ، وأصبح ذا قريحة جيدة في نظمه ويقول الخاقاني : انه أديب حر وشاعر مطبوع ويقول السيد الأمين : انه تأدب في مدينة النجف ، وأتم تعليمه في جبع على يد الشيخ عبد اللّه نعمة ، وكان بينه وبين أدباء مصر وشعرائها مطارحات ومناظرات وكان قد خرج من مدينة النجف ، فطاف في بلاد العجم والترك والشام ، فعمل مصححا في مطبعة الجوائب بالآستانة ، واتصل بأمراء جبل عامل ومدحهم ، ولما أراد العودة إلى العراق ، مات في الطريق ، وقيل في مدينة حلب عام 1299 ه / 1882 م ويعلل الشيخ حرز الدين سبب هجرته من النجف بقوله : انه هجا السيد صالح الشهرستاني الذي أعلن الثورة في كربلاء ضد الوالي العثماني نجيب باشا عام 1258 ه ، ثم هرب إلى أصفهان ومنها إلى القسطنطينية ، واتصل بالأتراك ، وأصدر جريد الجوائب العربية ، وبعدها سافر إلى الشام وحلب ، ومدح الوزراء والولاة وعلي الأسعد زعيم جبل عامل ، وبعدها | ولد الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي في مدينة النجف الأشرف ونشأ بها محبا للعلم والأدب ، وحضر على علماء النجف وفقهائها ، وقد تعاطى الشعر ، وأصبح ذا قريحة جيدة في نظمه ويقول الخاقاني : انه أديب حر وشاعر مطبوع ويقول السيد الأمين : انه تأدب في مدينة النجف ، وأتم تعليمه في جبع على يد الشيخ عبد اللّه نعمة ، وكان بينه وبين أدباء مصر وشعرائها مطارحات ومناظرات وكان قد خرج من مدينة النجف ، فطاف في بلاد العجم والترك والشام ، فعمل مصححا في مطبعة الجوائب بالآستانة ، واتصل بأمراء جبل عامل ومدحهم ، ولما أراد العودة إلى العراق ، مات في الطريق ، وقيل في مدينة حلب عام 1299 ه / 1882 م ويعلل الشيخ حرز الدين سبب هجرته من النجف بقوله : انه هجا السيد صالح الشهرستاني الذي أعلن الثورة في كربلاء ضد الوالي العثماني نجيب باشا عام 1258 ه ، ثم هرب إلى أصفهان ومنها إلى القسطنطينية ، واتصل بالأتراك ، وأصدر جريد الجوائب العربية ، وبعدها سافر إلى الشام وحلب ، ومدح الوزراء والولاة وعلي الأسعد زعيم جبل عامل ، وبعدها سافر إلى مصر ، ثم عاد إلى مدينة النجف ، ولما حج عن طريق النجف البري مدح شريف مكة بقصيدة ومن الملاحظ انه كان يلبس في النجف العمة التي لم تكن مألوفة ، وبعد ذلك عام إلى بلاد الشام حيث وفاته هناك ويقول السيد احمد وهبي : أن هذا الشيخ مر علينا في حلب سنة 1287 ه في شهر آب ، وكان راجعا من سياحته في البلاد الحجازية والمصرية والشامية وجبل لبنان ، وبما أن مهنتي بيع الكتب فحضر إليّ ، واشترى مني طبقات الشعراء لابن قتيبة ، وبعد معرفتنا به باجتماع ليالي متوالية في منزلي معه بحضور بعض أصحابنا من أبناء الأدب فوجدناه عالما متضلعا بالعلوم العربية وخاصة في علم اللغة يكاد أن يكون إماما وأديبا ماهرا نقادا في فنون الأدب ، يحفظ القرآن الكريم ، وله محفوظات بالأحاديث النبوية الشريفة والحكم والأمثال ، وهو يحفظ ما يزيد عن عشرين ألف بيت من الشعر وما هو من كلام العرب ، ومن فحول الشعراء المخضرمين والمولدين ، وله مطالعات كثيرة عن وقائع العرب ونوادرهم وتواريخهم وكنت قد كتبت عنه مقالة بعنوان " الشيخ عباس القرشي أديب حر وشاعر مطبوع " نشرتها في جريدة العراق البغدادية في العدد ( 5530 ) وقد تناولت أدبه وشعره ، فهو قد نظم في المدح والهجاء والغزل ومنه: | ||
'''خليط تناءى وشط المزار * قفا لنبك منه رسوم الديار''' | |||
'''وللّه خال على خده * لنقطة مسك على جلنار''' | |||
'''وسيف بجفنيه لو ينتضي * رأيت اليماني عضب الفرار''' | |||
'''أداوي أسياقي بتذكاره * وهل تنطفي النار يوما بنار''' | |||
'''أكفكف دمعي في الكاشحين * ويدعوه شوقي البدار البدار''' | |||
ومن شعره: | |||
'''ومحبوبة لست العميد بحبها * إذا لم أزرها وهو فوق الأرائك''' | |||
'''ولست بضراب على الموت خيمتي * إذا لم أخض فيها غمار المهالك''' | |||
وقد خرج أهالي مدينة النجف للاستسقاء عام 1277 ه فأنشد قائلا: | |||
'''مالي أرى الناس يستسقون ربهم * بكل ذي شيبه محدودبا كبرا''' | |||
'''وعندهم كل مصقول عوارضه * أغر أمردا لمى يشبه القمرا''' | |||
'''لو يسأل اللّه ( وناس ) بصورته * مستسقيا لسقانا الخالق المطرا''' | |||
وكتب الشيخ عباس القرشي في الأدب والشعر ما يلي : | |||
1 - ديوان شعر ، وقد عثر عليه الشيخ عباس بن خليل النبلي عام 1266 ه ، ونسخه احمد وهبي عام 1300 ه ، وتوجد نسخة منه بخطه في المكتبة الظاهرية بدمشق ، ونسخة أخرى عند الشيخ حسن القرشي ، تضم ثلاثة ألاف بيت. | |||
2 - شرح ديوان أبي تمام . | |||
3 - مجموعة أدبية فرغ من جمعها في غرة جمادى الثانية عام 1295 ه. | |||
وكتب الشيخ عباس القرشي بخطه ديوان الحماسة لأبي تمام ، ومنه نسخة ناقصة عند آل زوين في النجف الأشرف . | |||
توفى الشيخ عباس القرشي في مدينة حلب عام 1299 ه ، وهناك من يحدد وفاته عام 1297 ه. |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٥:١١، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣
الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي
ولد الشيخ عباس بن الشيخ محمد الجعفري القرشي في مدينة النجف الأشرف ونشأ بها محبا للعلم والأدب ، وحضر على علماء النجف وفقهائها ، وقد تعاطى الشعر ، وأصبح ذا قريحة جيدة في نظمه ويقول الخاقاني : انه أديب حر وشاعر مطبوع ويقول السيد الأمين : انه تأدب في مدينة النجف ، وأتم تعليمه في جبع على يد الشيخ عبد اللّه نعمة ، وكان بينه وبين أدباء مصر وشعرائها مطارحات ومناظرات وكان قد خرج من مدينة النجف ، فطاف في بلاد العجم والترك والشام ، فعمل مصححا في مطبعة الجوائب بالآستانة ، واتصل بأمراء جبل عامل ومدحهم ، ولما أراد العودة إلى العراق ، مات في الطريق ، وقيل في مدينة حلب عام 1299 ه / 1882 م ويعلل الشيخ حرز الدين سبب هجرته من النجف بقوله : انه هجا السيد صالح الشهرستاني الذي أعلن الثورة في كربلاء ضد الوالي العثماني نجيب باشا عام 1258 ه ، ثم هرب إلى أصفهان ومنها إلى القسطنطينية ، واتصل بالأتراك ، وأصدر جريد الجوائب العربية ، وبعدها سافر إلى الشام وحلب ، ومدح الوزراء والولاة وعلي الأسعد زعيم جبل عامل ، وبعدها سافر إلى مصر ، ثم عاد إلى مدينة النجف ، ولما حج عن طريق النجف البري مدح شريف مكة بقصيدة ومن الملاحظ انه كان يلبس في النجف العمة التي لم تكن مألوفة ، وبعد ذلك عام إلى بلاد الشام حيث وفاته هناك ويقول السيد احمد وهبي : أن هذا الشيخ مر علينا في حلب سنة 1287 ه في شهر آب ، وكان راجعا من سياحته في البلاد الحجازية والمصرية والشامية وجبل لبنان ، وبما أن مهنتي بيع الكتب فحضر إليّ ، واشترى مني طبقات الشعراء لابن قتيبة ، وبعد معرفتنا به باجتماع ليالي متوالية في منزلي معه بحضور بعض أصحابنا من أبناء الأدب فوجدناه عالما متضلعا بالعلوم العربية وخاصة في علم اللغة يكاد أن يكون إماما وأديبا ماهرا نقادا في فنون الأدب ، يحفظ القرآن الكريم ، وله محفوظات بالأحاديث النبوية الشريفة والحكم والأمثال ، وهو يحفظ ما يزيد عن عشرين ألف بيت من الشعر وما هو من كلام العرب ، ومن فحول الشعراء المخضرمين والمولدين ، وله مطالعات كثيرة عن وقائع العرب ونوادرهم وتواريخهم وكنت قد كتبت عنه مقالة بعنوان " الشيخ عباس القرشي أديب حر وشاعر مطبوع " نشرتها في جريدة العراق البغدادية في العدد ( 5530 ) وقد تناولت أدبه وشعره ، فهو قد نظم في المدح والهجاء والغزل ومنه:
خليط تناءى وشط المزار * قفا لنبك منه رسوم الديار
وللّه خال على خده * لنقطة مسك على جلنار
وسيف بجفنيه لو ينتضي * رأيت اليماني عضب الفرار
أداوي أسياقي بتذكاره * وهل تنطفي النار يوما بنار
أكفكف دمعي في الكاشحين * ويدعوه شوقي البدار البدار
ومن شعره:
ومحبوبة لست العميد بحبها * إذا لم أزرها وهو فوق الأرائك
ولست بضراب على الموت خيمتي * إذا لم أخض فيها غمار المهالك
وقد خرج أهالي مدينة النجف للاستسقاء عام 1277 ه فأنشد قائلا:
مالي أرى الناس يستسقون ربهم * بكل ذي شيبه محدودبا كبرا
وعندهم كل مصقول عوارضه * أغر أمردا لمى يشبه القمرا
لو يسأل اللّه ( وناس ) بصورته * مستسقيا لسقانا الخالق المطرا
وكتب الشيخ عباس القرشي في الأدب والشعر ما يلي :
1 - ديوان شعر ، وقد عثر عليه الشيخ عباس بن خليل النبلي عام 1266 ه ، ونسخه احمد وهبي عام 1300 ه ، وتوجد نسخة منه بخطه في المكتبة الظاهرية بدمشق ، ونسخة أخرى عند الشيخ حسن القرشي ، تضم ثلاثة ألاف بيت.
2 - شرح ديوان أبي تمام .
3 - مجموعة أدبية فرغ من جمعها في غرة جمادى الثانية عام 1295 ه.
وكتب الشيخ عباس القرشي بخطه ديوان الحماسة لأبي تمام ، ومنه نسخة ناقصة عند آل زوين في النجف الأشرف .
توفى الشيخ عباس القرشي في مدينة حلب عام 1299 ه ، وهناك من يحدد وفاته عام 1297 ه.