الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سورة الصافات»
(أنشأ الصفحة ب''''سورة الصافات'''، هي السورة السابعة والثلاثون ضمن الجزء الثالث والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن مجاميع من ملائكة الرحمن ومجموعة من الشياطين ومصيرهم، وعن إنكار الكافرين ''النبوة|للن...') |
|||
سطر ٣٨: | سطر ٣٨: | ||
الآيات من ( 100-107 ) في هذه [[السورة]] تُبيّن قصة [[الرؤيا|رؤيا]] [[النبي إبراهيم]] بذبح ابنه [[النبي إسماعيل|إسماعيل]] | الآيات من ( 100-107 ) في هذه [[السورة]] تُبيّن قصة [[الرؤيا|رؤيا]] [[النبي إبراهيم]] بذبح ابنه [[النبي إسماعيل|إسماعيل]] عليهما السلام. | ||
قال جمعٌ من المفسرين: إنّ النبي إبراهيم {{ع}} رأى في المنام أنّ [[الله]] يأمره بذبح ابنه الوحيد وقطع رأسه، وهو إسماعيل، والذي كان عمره 13 عاماً حينها، ونهض إبراهيم {{ع}} من نومه مرعوباً لأنّ ما يراه [[الأنبياء]] في نومهم حقيقة، وكان امتحان شاقّ يمرّ على إبراهيم {{ع}} الذي نجح في كافة الامتحانات السابقة، وهنا عليه أن يضع عواطف الأبوة جانباً والامتثال لأوامر الله بذبح ابنه الذي كان ينتظره لفترة طويلة. | قال جمعٌ من المفسرين: إنّ النبي إبراهيم {{ع}} رأى في المنام أنّ [[الله]] يأمره بذبح ابنه الوحيد وقطع رأسه، وهو إسماعيل، والذي كان عمره 13 عاماً حينها، ونهض إبراهيم {{ع}} من نومه مرعوباً لأنّ ما يراه [[الأنبياء]] في نومهم حقيقة، وكان امتحان شاقّ يمرّ على إبراهيم {{ع}} الذي نجح في كافة الامتحانات السابقة، وهنا عليه أن يضع عواطف الأبوة جانباً والامتثال لأوامر الله بذبح ابنه الذي كان ينتظره لفترة طويلة. |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٦:١٥، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣
سورة الصافات، هي السورة السابعة والثلاثون ضمن الجزء الثالث والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن مجاميع من ملائكة الرحمن ومجموعة من الشياطين ومصيرهم، وعن إنكار الكافرين للنبوة والمعاد وعقابهم يوم القيامة، كما تتحدث عن تاريخ الأنبياء بصورة مختصرة، كالنبي نوح، وإسحاق، {وموسى، وهارون، وإلياس، ولوط، ويونس عليهم السلام، وتسلط الضوء على النبي إبراهيم .
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (130): قالب:قرآن. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ والصافات أُعطيَ من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان، وتباعدت عنه مردت الشياطين، وبُرئ من الشرك، وشهد له الحافظون يوم القيامة أنه كان مؤمناً بالمرسلين.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بالصافات؛ من قوله تعالى في الآية الأولى: قالب:قرآن،[١] والصافات هي الملائكة المصفوفة، وهو قَسم من الله تعالى بهم عليهم السلام،[٢] وآياتها (182)، تتألف من (866) كلمة في (2903) حرف.[٣] وتُعتبر من سور المئين، أي: السور التي تربو آياتها على المائة.[٤]
ترتيب نزولها
سورة الصافات من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (56)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء الثالث والعشرين بالتسلسل (37) من سور القرآن.[٦]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (الصَّافَّاتِ صَفًّا): الملائكة المصفوفة، والصف: أن يجعل الشيء على خط مستقيم.
- (الزَّاجِرَاتِ زَجْرًا): الزجر: الدفع عن الشيء بقوة، والزجرة: الصيحة، والمراد هنا بالزاجرات هي الملائكة.
- (مَّارِدٍ): عاتي متمرد خارج عن الطاعة عارٍ عن الخيرات.
- (لّازِبٍ): طين شديد التماسك، ويكون لزب إذا اشتد ولزق.
- (غَوْلٌ): إهلاك الشيء من حيث لا يحسُّ به.
- (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ): صرعه على شقه، فوقع جبينه على الأرض.[٧]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يبحث حول مجاميع من ملائكة الرحمن، ومجموعة من الشياطين المتمردين ومصيرهم.
- الثاني: يتحدث عن الكافرين، وإنكارهم للنبوة والمعاد، والعقاب الذي ينتظرهم يوم القيامة، كما يستعرض الحوار الذي يدور بينهم في ذلك اليوم، كما ويشرح هذا القسم من السورة جوانب من النِعم الموجودة في الجنة.
- الثالث:يشرح تاريخ الأنبياءعليهم السلام بصورة مختصرة، كالنبي نوح، {و}إسحاق، وموسى، وهارون، وإلياس، ولوط، ويونس عليهم السلام، ويسلط الضوء على النبي إبراهيم محطم الأصنام، وعن جوانب مختلفة من حياته.
- الرابع: يُعالج صورة مُعيّنة من صور الشرك، وهو الاعتقاد بوجود رابطة القرابة بين الله تعالى وبين الجن والملائكة، ويُبيّن بطلان مثل هذه العقائد الفاسدة.
- الخامس: يتناول انتصار جيوش الحق على جيوش الكفر والشرك والنفاق وابتلائهم بالعذاب الإلهي.[٨]
قصة رؤيا ذبح إسماعيل
الآيات من ( 100-107 ) في هذه السورة تُبيّن قصة رؤيا النبي إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام.
قال جمعٌ من المفسرين: إنّ النبي إبراهيم رأى في المنام أنّ الله يأمره بذبح ابنه الوحيد وقطع رأسه، وهو إسماعيل، والذي كان عمره 13 عاماً حينها، ونهض إبراهيم من نومه مرعوباً لأنّ ما يراه الأنبياء في نومهم حقيقة، وكان امتحان شاقّ يمرّ على إبراهيم الذي نجح في كافة الامتحانات السابقة، وهنا عليه أن يضع عواطف الأبوة جانباً والامتثال لأوامر الله بذبح ابنه الذي كان ينتظره لفترة طويلة.
وعندما حدّث به ولده رحّب بالأمر الإلهي بصدر واسع وطيب نفس يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ،[٩] فاخذه إبراهيم للذبح وسط الجبال، وعندما رأى إبراهيم درجة استسلام ولده للأمر الإلهي احتضنه وقبّل وجهه، وبكى الاثنان، وعندما كبّ إبراهيم ابنه على جبينه فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ،[١٠] جاء النداء الإلهي وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا...،[١١] وكان ذلك توفيق النجاح في الامتحان إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ،[١٢] وحفظ الولد العزيز.[١٣]
آياتها المشهورة
قوله تعالى: سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ،[١٤] اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية، فمنهم من قال: إل ياسين هم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم،[١٥] كما روي عن الإمام الصادق في قول الله عزوجل سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ «قال: هي يس محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونحن آل يس»،[١٦]، وقال بعضهم: هو أحد أنبياء بني إسرائيل، وأنّ نسبه ينتهي إلى هارون، وقيل: هو النبي إدريس،[١٧] وقال بعضهم: إنّ ياسين (يس) اسم سورة من سور القرآن، فكأن الله قال: سلامٌ على من آمن بكتاب الله تعالى.[١٨]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءة هذه السورة، منها:
- عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ والصافات أُعطيَ من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان، وتباعدت عنه مردت الشياطين، وبُرئ من الشرك، وشهد له الحافظين يوم القيامة أنه كان مؤمناً بالمرسلين».[١٩]
- عن الإمام الصادق : «من قرأ سورة الصافات في كل جمعةٍ لم يزل محفوظاً من كل آفة، مدفوعاً عنه كل بَليةٍ في حياة الدنيا، مرزوقاً بأوسع ما يكون من الرزق، ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوءٍ من شيطانٍ رجيم، ولا من جبارٍ عنيف، وإن مات في يومه أو في ليلته بعثه الله شهيداً وأدخله الجنة مع الشهداء».[٢٠]
قبلها سورة يس |
سورة الصافات |
بعدها سورة ص |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري المعروف بــ جامع البيان عن تأويل القرآن، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 251.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 23، ص 87.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1248.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ ابن جرير، تفسير الطبري، ج 23، ص 41؛ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 112.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 249-299.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 219.
- ↑ سورة الصافات: 102.
- ↑ سورة الصافات: 103.
- ↑ سورة الصافات: 104-105
- ↑ سورة الصافات: 106.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 17، ص 152-154؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 289-291.
- ↑ سورة الصافات: 130.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 485.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 6، ص 229.
- ↑ مغنية، تفسير الكاشف، ج 6، ص 353.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 485.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1342.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 155.