الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحسين بن أحمد بن الحجاج»

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب'== الحسين بن أحمد بن الحجاج == أبو عبد اللّه الشاعر الكاتب المحتسب البغدادي المتوفى 391،ترجم له في«معالم العلماء»و«مجالس المؤمنين» و«أمل الآمل»و«رياض العلماء»و«الروضات»،و غيرها،و نسبه في «الشذرات»:الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر ابن الحجّاج...كان شيعيا غاليا!...')
 
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
== الحسين بن أحمد بن الحجاج ==
== ابن الحجاج ==
أبو عبد اللّه الشاعر الكاتب المحتسب البغدادي المتوفى 391،ترجم له في«معالم العلماء»و«مجالس المؤمنين» و«أمل الآمل»و«رياض العلماء»و«الروضات»،و غيرها،و نسبه في «الشذرات»:الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر ابن الحجّاج...كان شيعيا غاليا!و ذكر ديوان ابن الحجاج في الذريعة ج 9.
ابوعبدالله الحسين بن احمد بن الحجاج النيلي البغدادي الامامي الكاتب الفاضل الاديب الشاعر، من شعراء اهل البيتعليه‌السلام كان فرد زمانه في وقته، يقال انه في الشعر في درجة امرئ القيس وانه لم يكن بينهما مثلهما لان كل واحد يخترع طريقة، كان معاصرا للسيدين، وله ديوان شعر كبير عدة مجلدات، وجمع الشريف الرضي المختار من شعره سماه الحسن من شعر الحسين، ومن شعره القصيدة الفائية المعروفة في مدح امير المؤمنين عليه السلام، منها:
{| class="wikitable"
|يا صاحب القبة البيضا على النجف
|
|من زار قبرك واستشفى لديك شفي
|-
|زوروا ابا الحسن الهادي فانكم
|
|تحظون بالاجر والاقبال والزلف
|-
|زوروا لمن يسمع النجوى لديه فمن
|
|يزره بالقبر ملهوفا لديه كفى
|-
|وقل سلام من الله السلام على
|
|اهل السلام واهل العلم والشرف
|-
|إني أتيتك يا مولاي من بلدي
|
|مستمسكا بحبال الحق بالطرف
|-
|راجح بأنك يا مولاي تشفع لي
|
|وتسقنى من رحيق شافي اللهف
|-
|لانك العروة الوثقى فمن علقت
|
|بها يداه فلن يشقى ولم يحف
|-
|وإنك الآية الكبرى التي ظهرت
|
|للعارفين بانواع من الطرف
|-
|لا قدس الله قوما قال قائلهم
|
|بخ بخ لك من فضل ومن شرف
|-
|وبايعوك بخم ثم اكدها
|
|محمد بمقال منه غير خفي
|-
|عافوك واطرحوا قول النبي ولم
|
|يمنعهم قوله هذا اخي خلفي
|-
|هذا وليكم بعدي فمن علقت
|
|به يداه فلن يخشى ولم يخف
|}
{| class="wikitable"
|وقصة الطائر المشوي عن أنس
|
|ينبي بما نصه المختار من شرف
|}
القصيدة بطولها وفي آخرها:
{| class="wikitable"
|بحب حيدرة الكرار مفتخري
|
|به شرفت وهذا منتهى شرفي
|}
وله قصة مع السيد المرتضى تتعلق بهذه القصيدة تشهد بجلالته ووجاهته عند الائمه عليهم السلام ذكرها شيخنا في كتاب دار السلام وصاحب (ضا) في كتابه ومما يدل ايضا على جلالة قدره عندهم عليهم السلام ما نقلاه عن السيد الجليل السيد علي بن عبدالحميد النجفي صاحب كتاب الانوار المضيئة انه قال: في كتاب الدر النضيد، كان في زمان ابن الحجاج رجلان صالحان يزدريان بشعره كثيرا وهما محمد بن قارون السيبي وعلي بن زرزور السورائى فرأى الاخير منهما ليلة في الواقعة كأنه اتى إلى روضة الحسينعليه‌السلام ، وكانت فاطمة الزهراء صلوات الله عليها حاضرة هناك مستندة ظهرها إلى ركن الباب الذي هو على يسار الداخل وسائر الائمة إلى مولانا الصادق ايضا جلوس في مقابلها في الزاوية بين ضريحي الحسين وولده الاكبر الشهيد متحدثين بما لا يفهم ومحمد بن قارون المقدم قائم بين ايديهم قال السورائى وكنت انا ايضا غير بعيد عنهم فرأيت ابن الحجاج مارا في الحضرة المقدسة فقلت لمحمد بن قارون: ألا تنظر إلى الرجل كيف يمر في الحضرة؟ فقال وانا لا احبه حتى انظر اليه قال فسمعت الزهراءعليه‌السلام بذلك فقالت له مثل المغضبة: اما تحب ابا عبدالله أي ابن الحجاج؟ احبوه فانه من لا يحبه ليس من شيعتنا ثم خرج الكلام من بين الائمة عليهم السلام بأن من لا يحب ابا عبدالله فليس بمؤمن.
 
توفي ابن الحجاج ٢٧ ج ٢ سنة ٣٩١ (شصا) ودفن تحت رجل مولانا موسى بن جعفرعليه‌السلام .
 
واوصى ان يكتب على لوح قبره (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد).
 
ورثته جماعة منهم السيد الرضي فمما قال رحمه الله فيه قوله:
{| class="wikitable"
|نعوه على حسن ظني به
|
|فلله ماذا نعى الناعيان
|-
|رضيع ولاء له شعبة
|
|من القلب مثل رضيع اللبان
|}
{| class="wikitable"
|وما كنت احسب ان الزمان
|
|يفل مضارب ذاك اللسان
|-
|ليبك الزمان طويلا عليك
|
|فقد كنت خفة روح الزمان
|}
ثم اعلم انه ذكره شيخنا الحر العاملي في امل الآمل وقال: وكان إمامي المذهب ويظهر من شعره انه من اولاد الحجاج بن يوسف الثقفي انتهى.
 
فعلى هذا يناسب هنا الاشارة إلى احوال الحجاج مجملا، فنقول: هو ابومحمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن عقيل الثقفي عامل عبدالملك بن مروان على العراق وخراسان.
 
ذكر المسعودي خبر امه الفارعة وولادتها الحجاج مشوها لا دبر له وما فعلوا به بأن نقبوا عن دبره واولغوه دم جدي اسود ثلاثة ايام، وفي اليوم الرابع ذبحوا له اسود سالخا واولغوه دمه فقبل ثدي امه بعد ذلك، فكان الحجاج يخبر عن نفسه ان اكثر لذاته سفك الدماء وارتكاب الامور لا يقدم عليها غيره.
 
ذكر ابن خلكان في احوال الحجاج: ان عمر بن الخطاب طاف ليلة بالمدينة فسمع امرأة تنشد في خدرها:
{| class="wikitable"
|هل من سبيل إلى خمر فاشربها
|
|ام من سبيل إلى نصر بن حجاج
|}
فقال عمر لا ارى في المدينة رجلا تهتف به العواتق في خدورهن علي بنصر ابن حجاج فاتي به فاذا هو احسن الناس وجها واحسنهم شعرا، فقال عمر عزيمة من امير المؤمنين لنأخذن من شعرك، فاخذ من شعره فخرج له وجنتان كأنهما شقتا قمر.
 
(قلت) وكأن الوزير المغربي إياه قصد بقوله:
{| class="wikitable"
|حلقوا شعره ليكسوه قبحا
|
|غيره منهم عليه وشجا
|-
|كان صبحا عليه ليل بهيم
|
|فمحوا ليله وابقوه صبحا
|}
فقال اعتم فاعتم ففتن الناس بعينيه فقال عمرو الله لا تساكننى ببلدة انا فيها فقال يا امير المؤمنين ما ذنبي؟ قال هو ما اقول لك وسيره إلى البصرة.
 
قال ابن خلكان: ان هذه القصة ذكرها ابوالفرج بن الجوزي بأبسط من ذلك، والمتمناة هي الفارعة ام الحجاج ولما تمنت وكانت تحت المغيرة بن شعبة وقال: وكان للحجاج في القتل وسفك الدماء والعقوبات غرائب لم يسمع بمثلها، ثم قال انه اراد التشبيه بزياد بن ابيه في ذلك وزياد اراد التشبيه بعمر.
 
واخبار الحجاج كثيرة وشرحها يطول وليس مجال ذكرها.
 
وهو الذي بنى مدينة واسط وكان شروعه في بنائها سنة ٨٤ وفرغ منها سنة ٨٦ وانما سماها واسط لانها بين البصرة والكوفة وكان اخوه محمد والي اليمن.
 
حكي ان الحجاج رأى في منامه ان عينيه قلعتا وكانت تحته هند بنت المهلب بن ابى صفرة وهند بنت اسماء ابن خارجة فطلق الهندين اعتقادا ان رؤياه تتأول بهما، فلم يلبث ان جاء نعي اخيه من اليمن في اليوم الذي مات فيه ابنه محمد، فقال والله هذا تأويل رؤياي محمد ومحمد في يوم واحد إنا لله وإنا اليه راجعون، ثم قال من يقول شعرا يسليني به فقال الفرزدق:
{| class="wikitable"
|إن الرزية لا رزية مثلها
|
|فقدان مثل محمد ومحمد
|-
|ملكان قد خلت المنابر منهما
|
|اخذ الحمام عليهما بالمرصد
|}
وكانت وفاة اخيه محمد لليال خلت من رجب سنة ٩١ صلى الله عليه وآله .
 
وتوفي الحجاج سنة ٩٥، قال المسعودي: مات الحجاج سنة خمس وتسعين وهو ابن اربع وخمسين سنة بواسط العراق وكان تأمره على الناس عشرين سنة، واحصي من قتله صبرا سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد مائة الف وعشرين الفا مات وفي حبسه خمسون الف رجل وثلاثون الف امرأة منهن ستة عشر الف مجردة وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء، وكان له غير ذلك من العذاب، وذكر انه ركب يوما يريد الجمعة فسمع ضجة فقال ما هذا؟ فقيل له المحبوسين يضجون ويشكون ما هم فيه من البلاء فالتفت إلى ناحيتهم وقال (اخسأوا فيها ولا تكلمون) فيقال انه مات في تلك الجمعة ولم يركب بعد تلك الركبة انتهى.
 
وعن تأريخ ابن الجوزي: كان سجنه حائطا محوطا لا سقف له فاذا آوى المسجونون إلى الجدران يستظلون بها من حر الشمس رمتهم الحراس بالحجارة وكان يطعمهم خبز الشعير مخلوطا بالملح والرماد وكان لا يلبث الرجل في سجنه إلا يسيرا حيت يسود الرجل ويصير كأنه زنجي حتى ان غلاما حبس فيه فجاء‌ت اليه امه بعد ايام تتعرف خبره فلما تقدم اليها انكرته وقالت ليس هذا ابني، هذا بعض الزنج فقال لا والله يا اماه انت فلانة بنت فلانة وابى فلان فلما عرفته شهقت شهقة كان فيها نفسها انتهى.
 
ذكر المسعودي انه: قال سليمان بن عبدالملك بن مروان ليزيد بن ابى مسلم كاتب الحجاج عزمت عليك لتخبرني عن الحجاج ما ظنك به؟ أتراه يهوي بعد في جهنم ام قد استقر فيها؟ قال يا امير المؤمنين لا تقل هذا في الحجاج فقد بذل لكم نصحه واحقن دونكم دمه وامن وليكم واخاف عدوكم وانه ليوم القيامة لعن يمين ابيك عبدالملك ويسار اخيك الوليد فاجعله حيث شئت فصاح سليمان اخرج عنى إلى لعنة الله انتهى.
 
وعن الدميري قال: ويحكى عن شيخ العارفين قطب الزمان عبد القادر الجيلانى قال عثر الحجاج ولم يكن له من يأخذ بيده ولو ادركت زمانه لاخذت بيده.

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٠:٥٠، ١٢ ديسمبر ٢٠٢٣

ابن الحجاج

ابوعبدالله الحسين بن احمد بن الحجاج النيلي البغدادي الامامي الكاتب الفاضل الاديب الشاعر، من شعراء اهل البيتعليه‌السلام كان فرد زمانه في وقته، يقال انه في الشعر في درجة امرئ القيس وانه لم يكن بينهما مثلهما لان كل واحد يخترع طريقة، كان معاصرا للسيدين، وله ديوان شعر كبير عدة مجلدات، وجمع الشريف الرضي المختار من شعره سماه الحسن من شعر الحسين، ومن شعره القصيدة الفائية المعروفة في مدح امير المؤمنين عليه السلام، منها:

يا صاحب القبة البيضا على النجف من زار قبرك واستشفى لديك شفي
زوروا ابا الحسن الهادي فانكم تحظون بالاجر والاقبال والزلف
زوروا لمن يسمع النجوى لديه فمن يزره بالقبر ملهوفا لديه كفى
وقل سلام من الله السلام على اهل السلام واهل العلم والشرف
إني أتيتك يا مولاي من بلدي مستمسكا بحبال الحق بالطرف
راجح بأنك يا مولاي تشفع لي وتسقنى من رحيق شافي اللهف
لانك العروة الوثقى فمن علقت بها يداه فلن يشقى ولم يحف
وإنك الآية الكبرى التي ظهرت للعارفين بانواع من الطرف
لا قدس الله قوما قال قائلهم بخ بخ لك من فضل ومن شرف
وبايعوك بخم ثم اكدها محمد بمقال منه غير خفي
عافوك واطرحوا قول النبي ولم يمنعهم قوله هذا اخي خلفي
هذا وليكم بعدي فمن علقت به يداه فلن يخشى ولم يخف
وقصة الطائر المشوي عن أنس ينبي بما نصه المختار من شرف

القصيدة بطولها وفي آخرها:

بحب حيدرة الكرار مفتخري به شرفت وهذا منتهى شرفي

وله قصة مع السيد المرتضى تتعلق بهذه القصيدة تشهد بجلالته ووجاهته عند الائمه عليهم السلام ذكرها شيخنا في كتاب دار السلام وصاحب (ضا) في كتابه ومما يدل ايضا على جلالة قدره عندهم عليهم السلام ما نقلاه عن السيد الجليل السيد علي بن عبدالحميد النجفي صاحب كتاب الانوار المضيئة انه قال: في كتاب الدر النضيد، كان في زمان ابن الحجاج رجلان صالحان يزدريان بشعره كثيرا وهما محمد بن قارون السيبي وعلي بن زرزور السورائى فرأى الاخير منهما ليلة في الواقعة كأنه اتى إلى روضة الحسينعليه‌السلام ، وكانت فاطمة الزهراء صلوات الله عليها حاضرة هناك مستندة ظهرها إلى ركن الباب الذي هو على يسار الداخل وسائر الائمة إلى مولانا الصادق ايضا جلوس في مقابلها في الزاوية بين ضريحي الحسين وولده الاكبر الشهيد متحدثين بما لا يفهم ومحمد بن قارون المقدم قائم بين ايديهم قال السورائى وكنت انا ايضا غير بعيد عنهم فرأيت ابن الحجاج مارا في الحضرة المقدسة فقلت لمحمد بن قارون: ألا تنظر إلى الرجل كيف يمر في الحضرة؟ فقال وانا لا احبه حتى انظر اليه قال فسمعت الزهراءعليه‌السلام بذلك فقالت له مثل المغضبة: اما تحب ابا عبدالله أي ابن الحجاج؟ احبوه فانه من لا يحبه ليس من شيعتنا ثم خرج الكلام من بين الائمة عليهم السلام بأن من لا يحب ابا عبدالله فليس بمؤمن.

توفي ابن الحجاج ٢٧ ج ٢ سنة ٣٩١ (شصا) ودفن تحت رجل مولانا موسى بن جعفرعليه‌السلام .

واوصى ان يكتب على لوح قبره (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد).

ورثته جماعة منهم السيد الرضي فمما قال رحمه الله فيه قوله:

نعوه على حسن ظني به فلله ماذا نعى الناعيان
رضيع ولاء له شعبة من القلب مثل رضيع اللبان
وما كنت احسب ان الزمان يفل مضارب ذاك اللسان
ليبك الزمان طويلا عليك فقد كنت خفة روح الزمان

ثم اعلم انه ذكره شيخنا الحر العاملي في امل الآمل وقال: وكان إمامي المذهب ويظهر من شعره انه من اولاد الحجاج بن يوسف الثقفي انتهى.

فعلى هذا يناسب هنا الاشارة إلى احوال الحجاج مجملا، فنقول: هو ابومحمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن عقيل الثقفي عامل عبدالملك بن مروان على العراق وخراسان.

ذكر المسعودي خبر امه الفارعة وولادتها الحجاج مشوها لا دبر له وما فعلوا به بأن نقبوا عن دبره واولغوه دم جدي اسود ثلاثة ايام، وفي اليوم الرابع ذبحوا له اسود سالخا واولغوه دمه فقبل ثدي امه بعد ذلك، فكان الحجاج يخبر عن نفسه ان اكثر لذاته سفك الدماء وارتكاب الامور لا يقدم عليها غيره.

ذكر ابن خلكان في احوال الحجاج: ان عمر بن الخطاب طاف ليلة بالمدينة فسمع امرأة تنشد في خدرها:

هل من سبيل إلى خمر فاشربها ام من سبيل إلى نصر بن حجاج

فقال عمر لا ارى في المدينة رجلا تهتف به العواتق في خدورهن علي بنصر ابن حجاج فاتي به فاذا هو احسن الناس وجها واحسنهم شعرا، فقال عمر عزيمة من امير المؤمنين لنأخذن من شعرك، فاخذ من شعره فخرج له وجنتان كأنهما شقتا قمر.

(قلت) وكأن الوزير المغربي إياه قصد بقوله:

حلقوا شعره ليكسوه قبحا غيره منهم عليه وشجا
كان صبحا عليه ليل بهيم فمحوا ليله وابقوه صبحا

فقال اعتم فاعتم ففتن الناس بعينيه فقال عمرو الله لا تساكننى ببلدة انا فيها فقال يا امير المؤمنين ما ذنبي؟ قال هو ما اقول لك وسيره إلى البصرة.

قال ابن خلكان: ان هذه القصة ذكرها ابوالفرج بن الجوزي بأبسط من ذلك، والمتمناة هي الفارعة ام الحجاج ولما تمنت وكانت تحت المغيرة بن شعبة وقال: وكان للحجاج في القتل وسفك الدماء والعقوبات غرائب لم يسمع بمثلها، ثم قال انه اراد التشبيه بزياد بن ابيه في ذلك وزياد اراد التشبيه بعمر.

واخبار الحجاج كثيرة وشرحها يطول وليس مجال ذكرها.

وهو الذي بنى مدينة واسط وكان شروعه في بنائها سنة ٨٤ وفرغ منها سنة ٨٦ وانما سماها واسط لانها بين البصرة والكوفة وكان اخوه محمد والي اليمن.

حكي ان الحجاج رأى في منامه ان عينيه قلعتا وكانت تحته هند بنت المهلب بن ابى صفرة وهند بنت اسماء ابن خارجة فطلق الهندين اعتقادا ان رؤياه تتأول بهما، فلم يلبث ان جاء نعي اخيه من اليمن في اليوم الذي مات فيه ابنه محمد، فقال والله هذا تأويل رؤياي محمد ومحمد في يوم واحد إنا لله وإنا اليه راجعون، ثم قال من يقول شعرا يسليني به فقال الفرزدق:

إن الرزية لا رزية مثلها فقدان مثل محمد ومحمد
ملكان قد خلت المنابر منهما اخذ الحمام عليهما بالمرصد

وكانت وفاة اخيه محمد لليال خلت من رجب سنة ٩١ صلى الله عليه وآله .

وتوفي الحجاج سنة ٩٥، قال المسعودي: مات الحجاج سنة خمس وتسعين وهو ابن اربع وخمسين سنة بواسط العراق وكان تأمره على الناس عشرين سنة، واحصي من قتله صبرا سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد مائة الف وعشرين الفا مات وفي حبسه خمسون الف رجل وثلاثون الف امرأة منهن ستة عشر الف مجردة وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء، وكان له غير ذلك من العذاب، وذكر انه ركب يوما يريد الجمعة فسمع ضجة فقال ما هذا؟ فقيل له المحبوسين يضجون ويشكون ما هم فيه من البلاء فالتفت إلى ناحيتهم وقال (اخسأوا فيها ولا تكلمون) فيقال انه مات في تلك الجمعة ولم يركب بعد تلك الركبة انتهى.

وعن تأريخ ابن الجوزي: كان سجنه حائطا محوطا لا سقف له فاذا آوى المسجونون إلى الجدران يستظلون بها من حر الشمس رمتهم الحراس بالحجارة وكان يطعمهم خبز الشعير مخلوطا بالملح والرماد وكان لا يلبث الرجل في سجنه إلا يسيرا حيت يسود الرجل ويصير كأنه زنجي حتى ان غلاما حبس فيه فجاء‌ت اليه امه بعد ايام تتعرف خبره فلما تقدم اليها انكرته وقالت ليس هذا ابني، هذا بعض الزنج فقال لا والله يا اماه انت فلانة بنت فلانة وابى فلان فلما عرفته شهقت شهقة كان فيها نفسها انتهى.

ذكر المسعودي انه: قال سليمان بن عبدالملك بن مروان ليزيد بن ابى مسلم كاتب الحجاج عزمت عليك لتخبرني عن الحجاج ما ظنك به؟ أتراه يهوي بعد في جهنم ام قد استقر فيها؟ قال يا امير المؤمنين لا تقل هذا في الحجاج فقد بذل لكم نصحه واحقن دونكم دمه وامن وليكم واخاف عدوكم وانه ليوم القيامة لعن يمين ابيك عبدالملك ويسار اخيك الوليد فاجعله حيث شئت فصاح سليمان اخرج عنى إلى لعنة الله انتهى.

وعن الدميري قال: ويحكى عن شيخ العارفين قطب الزمان عبد القادر الجيلانى قال عثر الحجاج ولم يكن له من يأخذ بيده ولو ادركت زمانه لاخذت بيده.