الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إسماعيل بن أبي الحسن»
(أنشأ الصفحة ب' === إسماعيل بن أبي الحسن: === روى عن رجل عن أبي عبد الله(ع). و روى عنه القاسم بن محمد. الكافي: الجزء 2، كتاب الإيمان و الكفر 1، باب الشكر 48، الحديث 15.') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
=== إسماعيل بن أبي الحسن: === | === إسماعيل بن أبي الحسن: === | ||
قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين: «الصاحب الكافي الجليل، أبو | |||
القاسم، إسماعيل بن أبي الحسن، عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني، عالم، فاضل، ماهر، شاعر، أديب، محقق، متكلم، عظيم الشأن، جليل القدر، في العلم و الأدب و الدين و الدنيا، و لأجله ألف ابن بابويه عيون الأخبار، و ألف الثعالبي يتيمة الدهر، في ذكر أحواله و أحوال شعرائه، و كان شيعيا، إماميا، أعجميا، إلا أنه كان يفضل العرب على العجم، و قد ذكر ابن شهرآشوب في معالم العلماء: من مؤلفاته الشواهد، و التذكرة، و التعليل، و الأنور، و ديوان شعره، و قال فيه: متكلم، [كاتب شاعر، نحوي، وزير فخر الدولة- شاهنشاه- و عده من شعراء أهل البيت المجاهدين. و قد مدحه السيد الرضي، في مكاتبة له ثم رثاه. و قال صاحب كتاب طبقات الأدباء، و كان الصاحب يذهب إلى مذهب أهل العدل، و في ذلك يقول: | |||
تعرفت بالعدل في مذهبي* * * و دان لحسن جدالي العراق | |||
و كلفت في الحب ما لم أطق* * * فقلت بتكليف ما لا يطاق | |||
و قال: | |||
كنت دهرا أقول بالاستطاعة* * * و أرى الجبر ضلة و شناعة | |||
ففقدت استطاعتي في هوى ظبي* * * فسمعا للمجبرين و طاعة | |||
و قال أيضا فيه: كان غزير الفضل، متفننا في العلوم، أخذ عن أبي الحسين بن فارس، و أبي الفضل بن العميد .. و صنف تصانيف كثيرة كالوقف و الابتداء، و العروض، و جوهرة الجمهرة. انتهى. و من شعره قوله، من قصيدة: | |||
من كمولاي علي* * * و الوغى تحمي لظاها | |||
من يصيد الصيد فيها* * * بالظبى حين انتضاها | |||
من له في كل يوم* * * وقعات لا تضاهى | |||
كم و كم حرب ضروس* * * جذ بالمرهف فاها | |||
اذكروا أفعال بدر* * * لست أبغي ما سواها | |||
اذكروا غزوة أحد* * * إنه شمس ضحاها | |||
اذكروا حرب حنين* * * إنه بدر دجاها | |||
اذكروا الأحزاب قدما* * * إنه ليث شراها | |||
اذكروا مهجة عمرو* * * كيف أفناها شجاها | |||
اذكروا أمر براءة* * * و اصدقوني من تلاها؟ | |||
اذكروا من زوجه* * * الزهراء قد طاب ثراها | |||
حاله حالة هارون* * * لموسى فافهماها | |||
أ على حب علي* * * لامني القوم سفاها؟ | |||
أول الناس صلاة* * * جعل التقوى حلاها | |||
ردت الشمس عليه* * * بعد ما غاب سناها | |||
و قوله: | |||
لك الله كم أودعت قلبي من أسى* * * و كم لك ما بين الجوانح من كلم | |||
لحاظك طول الدهر حرب لمهجتي* * * أ لا رحمة تثنيك يوما إلى سلمي | |||
و قوله: | |||
و قائلة لم عرتك الهموم* * * و أمرك ممتثل في الأمم | |||
فقلت ذريني على غصتي* * * فإن الهموم بقدر الهمم | |||
و قوله في مدح ابن العميد: | |||
قالوا ربيعك قد قدم* * * و لك البشارة و النعم | |||
قلت الربيع أخو الشتاء* * * أم الربيع أخو الكرم؟ | |||
قالوا الذي بنوا له* * * يغني المقل من العدم | |||
قلت الرئيس ابن العميد* * * إذا؟ فقالوا لي نعم | |||
و قوله من قصيدة في مدحه: | |||
لو درى الدهر أنه من بنيه* * * لازدرى قدر سائر الأولاد | |||
و مديحي إن كان طال بيانا* * * فلقد طال في مجال الجياد | |||
إن خير المداح من مدحته* * * شعراء البلاد في كل ناد | |||
و قوله: | |||
كم نعمة عندك موفورة* * * لله فاشكر يا ابن عباد | |||
قم فالتمس زادك و هو التقى* * * لن تسلك الطرق بلا زاد | |||
و قوله نقله المرتضى في الغرر و الدرر: | |||
لو شق عن قلبي يرى وسطه* * * سطران قد خطا بلا كاتب | |||
العدل و التوحيد في جانب* * * و حب أهل البيت في جانب | |||
و بعض العامة، يتهمه بالاعتزال: «و هو بريء منه، بعيد عنه». و قال الثعالبي عند ذكر الصاحب: ليست تحضرني عبارة أرضاها للإفصاح عن علو محله في العلم و الأدب، و جلالة شأنه في الجود و الكرم، و تفرده بالغايات في المحاسن، و جمعه أشتات المفاخر، لأن همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله و معاليه، و جهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله و مساعيه. و قال ابن خلكان، عند ذكره: كان نادرة الزمان، و أعجوبة العصر، في فضائله و مكارمه و كرمه .. إلى أن قال: و صنف في اللغة كتابا، أسماه: المحيط، و هو في سبع مجلدات، رتبه على حروف المعجم. و كتاب الكافي، في الرسائل، و كتاب الأعياد و فضائل النيروز، و كتاب الإمامة، و ذكر فيه تفضيل علي بن أبي طالب، و تثبيت إمامته، و كتاب الوزراء، و كتاب الكشف عن مساوئ شعر المتنبي، و كتاب أسماء الله تعالى و صفاته، و له رسائل بديعة و نظم جيد، و ذكر أنه كان يحتاج في نقل كتبه إلى أربعمائة جمل، فما الظن بما يليق بها من التجمل، و كان مولده سنة 326 و توفي في سنة 385 بالري، و نقل إلى أصفهان، و دفن في بيته (انتهى). | |||
و ذكر أنه من طالقان قزوين، لا من طالقان خراسان، و قد مدحه كثير من علماء الشيعة و غيرهم، في شعرهم و كتبهم و تواريخهم. و قال صاحب كتاب عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، في ترجمة السيد المرتضى لما ذكره أن كتبه كانت ثمانين ألفا: و لم أسمع بمثل هذا إلا ما يحكى عن الصاحب إسماعيل بن عباد، كتب إلى فخر الدولة بن بويه، و كان قد استدعاه للوزارة فتعذر بأعذار: منها أن قال: إني رجل طويل الذيل و إن كتبي تحتاج إلى سبعمائة بعير، حكى الشيخ الرافعي: أنها كانت مائة ألف و أربعة عشر ألفا، و قد أناف القاضي الفاضل، عبد الرحمن الشيباني، على جميع من جمع كتبا، فاشتملت خزائنه على مائة ألف و أربعين ألف مجلد». |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٦:٤٧، ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣
إسماعيل بن أبي الحسن:
قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين: «الصاحب الكافي الجليل، أبو
القاسم، إسماعيل بن أبي الحسن، عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني، عالم، فاضل، ماهر، شاعر، أديب، محقق، متكلم، عظيم الشأن، جليل القدر، في العلم و الأدب و الدين و الدنيا، و لأجله ألف ابن بابويه عيون الأخبار، و ألف الثعالبي يتيمة الدهر، في ذكر أحواله و أحوال شعرائه، و كان شيعيا، إماميا، أعجميا، إلا أنه كان يفضل العرب على العجم، و قد ذكر ابن شهرآشوب في معالم العلماء: من مؤلفاته الشواهد، و التذكرة، و التعليل، و الأنور، و ديوان شعره، و قال فيه: متكلم، [كاتب شاعر، نحوي، وزير فخر الدولة- شاهنشاه- و عده من شعراء أهل البيت المجاهدين. و قد مدحه السيد الرضي، في مكاتبة له ثم رثاه. و قال صاحب كتاب طبقات الأدباء، و كان الصاحب يذهب إلى مذهب أهل العدل، و في ذلك يقول:
تعرفت بالعدل في مذهبي* * * و دان لحسن جدالي العراق
و كلفت في الحب ما لم أطق* * * فقلت بتكليف ما لا يطاق
و قال:
كنت دهرا أقول بالاستطاعة* * * و أرى الجبر ضلة و شناعة
ففقدت استطاعتي في هوى ظبي* * * فسمعا للمجبرين و طاعة
و قال أيضا فيه: كان غزير الفضل، متفننا في العلوم، أخذ عن أبي الحسين بن فارس، و أبي الفضل بن العميد .. و صنف تصانيف كثيرة كالوقف و الابتداء، و العروض، و جوهرة الجمهرة. انتهى. و من شعره قوله، من قصيدة:
من كمولاي علي* * * و الوغى تحمي لظاها
من يصيد الصيد فيها* * * بالظبى حين انتضاها
من له في كل يوم* * * وقعات لا تضاهى
كم و كم حرب ضروس* * * جذ بالمرهف فاها
اذكروا أفعال بدر* * * لست أبغي ما سواها
اذكروا غزوة أحد* * * إنه شمس ضحاها
اذكروا حرب حنين* * * إنه بدر دجاها
اذكروا الأحزاب قدما* * * إنه ليث شراها
اذكروا مهجة عمرو* * * كيف أفناها شجاها
اذكروا أمر براءة* * * و اصدقوني من تلاها؟
اذكروا من زوجه* * * الزهراء قد طاب ثراها
حاله حالة هارون* * * لموسى فافهماها
أ على حب علي* * * لامني القوم سفاها؟
أول الناس صلاة* * * جعل التقوى حلاها
ردت الشمس عليه* * * بعد ما غاب سناها
و قوله:
لك الله كم أودعت قلبي من أسى* * * و كم لك ما بين الجوانح من كلم
لحاظك طول الدهر حرب لمهجتي* * * أ لا رحمة تثنيك يوما إلى سلمي
و قوله:
و قائلة لم عرتك الهموم* * * و أمرك ممتثل في الأمم
فقلت ذريني على غصتي* * * فإن الهموم بقدر الهمم
و قوله في مدح ابن العميد:
قالوا ربيعك قد قدم* * * و لك البشارة و النعم
قلت الربيع أخو الشتاء* * * أم الربيع أخو الكرم؟
قالوا الذي بنوا له* * * يغني المقل من العدم
قلت الرئيس ابن العميد* * * إذا؟ فقالوا لي نعم
و قوله من قصيدة في مدحه:
لو درى الدهر أنه من بنيه* * * لازدرى قدر سائر الأولاد
و مديحي إن كان طال بيانا* * * فلقد طال في مجال الجياد
إن خير المداح من مدحته* * * شعراء البلاد في كل ناد
و قوله:
كم نعمة عندك موفورة* * * لله فاشكر يا ابن عباد
قم فالتمس زادك و هو التقى* * * لن تسلك الطرق بلا زاد
و قوله نقله المرتضى في الغرر و الدرر:
لو شق عن قلبي يرى وسطه* * * سطران قد خطا بلا كاتب
العدل و التوحيد في جانب* * * و حب أهل البيت في جانب
و بعض العامة، يتهمه بالاعتزال: «و هو بريء منه، بعيد عنه». و قال الثعالبي عند ذكر الصاحب: ليست تحضرني عبارة أرضاها للإفصاح عن علو محله في العلم و الأدب، و جلالة شأنه في الجود و الكرم، و تفرده بالغايات في المحاسن، و جمعه أشتات المفاخر، لأن همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله و معاليه، و جهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله و مساعيه. و قال ابن خلكان، عند ذكره: كان نادرة الزمان، و أعجوبة العصر، في فضائله و مكارمه و كرمه .. إلى أن قال: و صنف في اللغة كتابا، أسماه: المحيط، و هو في سبع مجلدات، رتبه على حروف المعجم. و كتاب الكافي، في الرسائل، و كتاب الأعياد و فضائل النيروز، و كتاب الإمامة، و ذكر فيه تفضيل علي بن أبي طالب، و تثبيت إمامته، و كتاب الوزراء، و كتاب الكشف عن مساوئ شعر المتنبي، و كتاب أسماء الله تعالى و صفاته، و له رسائل بديعة و نظم جيد، و ذكر أنه كان يحتاج في نقل كتبه إلى أربعمائة جمل، فما الظن بما يليق بها من التجمل، و كان مولده سنة 326 و توفي في سنة 385 بالري، و نقل إلى أصفهان، و دفن في بيته (انتهى).
و ذكر أنه من طالقان قزوين، لا من طالقان خراسان، و قد مدحه كثير من علماء الشيعة و غيرهم، في شعرهم و كتبهم و تواريخهم. و قال صاحب كتاب عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، في ترجمة السيد المرتضى لما ذكره أن كتبه كانت ثمانين ألفا: و لم أسمع بمثل هذا إلا ما يحكى عن الصاحب إسماعيل بن عباد، كتب إلى فخر الدولة بن بويه، و كان قد استدعاه للوزارة فتعذر بأعذار: منها أن قال: إني رجل طويل الذيل و إن كتبي تحتاج إلى سبعمائة بعير، حكى الشيخ الرافعي: أنها كانت مائة ألف و أربعة عشر ألفا، و قد أناف القاضي الفاضل، عبد الرحمن الشيباني، على جميع من جمع كتبا، فاشتملت خزائنه على مائة ألف و أربعين ألف مجلد».