عرض مصدر تفسير الإمام العسكري (كتاب)

'''تفسير الإمام العسكري'''، من [[التفسير الروائي|التفاسير الروائية]] [[الشيعية]] التي ترجع إلى [[القرن الثالث الهجري]]، حيث ينتهي متن هذا التفسير إلى [[الآية]] 282 من [[سورة البقرة]].

في هذا التفسير قد [[التأويل|أوّلت]] بعض [[الآيات]] وأن أكثر التأويلات كانت عن [[معجزات النبي]]{{صل}} وعن [[الائمة الاثنى عشر|الأئمة]]{{هم}}، كما أن هذا [[علم التفسير|التفسير]] أقل توجهاً في ذكر [[أسباب النزول]]، وإن أُشير في بعضها لمصاديق الآيات.

لا يوجد في هذا التفسير مباحث صرفية ولا نحوية ولا بلاغية، كما أن سلسلة سند هذا الكتاب يدل على أن النقل من المحدثين والمفسّرين من [[فقهاء]] [[قم]] عن هذا التفسير كان متداولاً في [[القرن الرابع الهجري|القرن الرابع]]، و[[القرن الخامس الهجري|الخامس الهجري]].

اختلف [[علم التفسير|المفسرون]] وأصحاب كتب [[علم الرجال|الرجال]] منذ [[القرن الرابع الهجري|القرن الرابع]] إلى عصرنا هذا في اعتبار [[التفسير]] المشهور بتفسير [[الإمام العسكري]]{{عليه السلام}}، فمنهم من يقول بصدوره عن الإمام{{عليه السلام}} ويأخذه كسائر الكتب المعتبرة مصدراً لتفسير [[آيات القرآن الكريم]]، ومنهم من يعتقد بكونه موضوعاً ومختلقاً على الإمام{{عليه السلام}}، ومنهم من يرى أن [[السند|سنده]] ضعيف ولكن بعض منقولاته صحيحةٌ وصادرةٌ عن [[المعصوم]].

==خصائص الكتاب ==
يبدأ هذا [[علم التفسير|التفسير]] بذكر [[روايات]] عن فضائل وتفسير وآداب تلاوة [[القرآن]]، ويستمر بذكر أحاديث تتضمن فضائل [[أهل البيت]]{{هم}} ومثالب أعدائهم.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، ص 47.</ref> قد طُرحت بحوث متعددة عن [[السيرة النبوية]] ولا سيما المناسبات التي تتعلّق ب[[نبي الإسلام]]{{ص}}، وعن [[اليهود]] أيضاً.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، صص 161-163 و 190-191 و 406-407</ref>

في المجموع  قد ذُكر في هذا التفسير  379 حديثاً.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، ص 47.</ref> وأن أكثر رواياته طويلة ومفصّلة، ولهذا السبب قد تكون بعض الروايات مضطربة، كذلك في هذا التفسير تم [[تأويل]] بعض [[الآيات]]، وأن أكثرها كان عن [[معجزات النبي]]{{ص}} وكرامات [[الأئمة]]{{هم}}،<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، صص 656-672.</ref> ولم يُذكر كثيراً في هذا التفسير [[أسباب النزول]]، ولو أنه قد أُشير فيه إلى مصاديق بعض الآيات، كما أنه لا يحتوي على مباحث صرفية ونحوية وبلاغية.<ref>رضوي، نظرة على الشرح المنسوب للإمام الحسن العسكري، ص 313.</ref>

==سند الكتاب==
إن سلسلة سند رواية هذا الكتاب يدل على أن النقل لهذا التفسير كان متداولاً بين [[علم الحديث|المحدثين]] و[[فقهاء]] [[قم]] في [[القرن الخامس الهجري]].<ref>رضوي، نظرة على الشرح المنسوب للإمام الحسن العسكري، صص 7-8.</ref> كما أن مطالب هذا التفسير قد نقلها الخطيب [[محمد بن قاسم الأسترآبادي]] المشهور بالمفسّر [[الجرجاني]]، وقد يكون هو مدوّن هذا التفسير، فأنه قد نقل هذا التفسير عن راويين هما: أبو الحسن علي بن محمد بن سيار، وأبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد.<ref>التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري، ص 9.</ref>
{{التفسير}}
يذكر الأسترآبادي في مقدمته القصيرة أنهما بعد وصول [[حسن بن زيد]] إلى السلطة أُجبروا على الهجرة من وطنهم مع آبائهم واللجوء إلى [[الإمام الحسن العسكري]]{{ع}}. وقد جعلهم الإمام يطمئنوا لعودتهم لوطنهم، وكذلك نصحهم أن يتركوا أبنائهم معه ليتعلّموا منه، وقد شرح الإمام{{ع}} لهما هذا التفسير في غضون سبع سنوات.<ref>المنسوب إلى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، ص 10.</ref>

==نقد صحة الكتاب==
اختلف [[علم الحديث|المحدثون]] و[[علم التفسير|المفسرون]] و[[الفقهاء]] وأصحاب كتب [[علم الرجال|الرجال]] منذ [[القرن الرابع الهجري|القرن الرابع]] إلى عصرنا هذا في اعتبار [[التفسير]] المشهور بتفسير [[الإمام العسكري]]{{عليه السلام}}، فمنهم من يقول بصدوره عن الإمام{{عليه السلام}} ويأخذه كسائر الكتب الحديثية المعتبرة مصدراً لتفسير [[آيات القرآن الكريم]]، ومنهم من يعتقد بكونه موضوعاً ومختلقاً على الإمام{{عليه السلام}}، ومنهم من يرى أن سنده ضعيف ولكن بعض منقولاته صحيحةٌ وصادرةٌ عن المعصوم بشهادة القرائن الخارجية وفي بعض الموارد بشهادة المتن واتقانه، ومنهم من يقول بغير هذه الأقوال.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، ج 1، ص 681.</ref>

كما أخذت الاعتراضات التاريخية على هذا الكتاب، منها أنه قد ذُكر في قسمٍ من هذه الكتاب أن [[المختار]] قد سُجن في زمن [[الحجاج الثقفي|الحجّاج]]، على الرغم من أن الحجّاج أصبح أميراً [[الكوفة|للكوفة]] بعد [[موت]] المختار، وفي موضع آخر من الكتاب أن [[سعد بن أبي وقاص]] [[صحابة النبي (ص)|صحابي للنبي]]{{صل}} شارك في فتح [[نهاوند]].<ref>حسن زاده الآملي، ألف كلمة وكلمة، ج 2، صص 121-122.</ref>

وانتهى بعض المحققين أنه لا دليل على الوضع في الكتاب كلياً، ولا الصدور من [[المعصوم]]{{عليه السلام}} كلياً، بل أمر بين الأمرين، فيكون التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري {{عليه السلام}} كسائر الكتب الحديثية، فيه صحيح ومقبول، وضعيف ومردود، ويحتاج الرد والقبول بالنسبة إلى كل رواية من رواياته إلى بحث وتحقيق وتحصيل القرائن.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، ج 1، ص 703.</ref>

==النافون للكتاب==
النافون لحجيته، والقائلون بكونه موضوعاً ومختلقاً على الإمام{{ع}} كثيرون، ومنهم: 
#[[ابن الغضائري]]، صاحب كتاب "الضعفاء" قال فيه: محمد بن القاسم المفسّر [[محمد بن قاسم الأسترآبادي|الأسترآبادي]] روى عنه أبو جعفر ابن بابويه ضعيف كذّاب، روى عنه تفسيراً يرويه عن رجلين مجهولين، أحدهما يعرف بيوسف ابن محمد بن زياد، والآخر علي بن محمد بن يسار، عن أبيهما، عن أبي الحسن الثالث{{عليهم السلام}}، والتفسير موضوع عن [[سهل الديباجي]] عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير.<ref>ابن الغضائري، رجال ابن الغضائري، ص 98.</ref>
#[[العلامة الحلي]]، قال فيه: محمد بن القاسم وقيل ابن أبي القاسم المفسّر الأسترآبادي روى عنه أبو جعفر ابن بابويه، ضعيف كذّاب.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي{{عج}}، برعاية: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ج 1، صص 681 - 688.</ref>
#العلامة [[محمد جواد البلاغي]]، صاحب تفسير "[[آلاء الرحمن في تفسير القرآن (كتاب)|آلاء الرحمن]]" قال فيه: وأما التفسير المنسوب إلى [[الإمام الحسن العسكري]] {{ع}} فقد أوضحنا في رسالة منفردة في شأنه أنه مكذوب موضوع.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي{{عج}}، برعاية: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ج 1، صص 681 - 688.</ref>
#[[السيد الخوئي]] قال فيه: التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري{{ع}} إنما هو برواية هذا الرجل علي بن محمد بن سيار، وزميله يوسف بن محمد بن زياد، وكلاهما مجهولا الحال.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي{{عج}}، برعاية: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ج 1، صص 681 - 688.</ref>

==المؤيدون للكتاب==
القائلون بكون تفسير [[الإمام العسكري]]{{ع}} كسائر الكتب الحديثية، أو هو كتاب معتبر كله أو جله، فيه الصحيح والضعيف، كثيرون أيضاً، منهم:
#[[الشيخ الصدوق]] [[محمد بن علي بن بابويه]]، صاحب الكتب: "[[من لا يحضره الفقيه (كتاب)|الفقيه]] و[[التوحيد (كتاب)|التوحيد]] و[[عيون أخبار الرضا (ع) (كتاب)|العيون]] والإكمال و[[الأمالي (الصدوق)|الأمالي]] و[[علل الشرائع (كتاب)|العلل]] و[[معاني الأخبار (كتاب)|معاني الأخبار]]": نقل في كل من هذه الكتب بعض روايات هذا التفسير.<ref> الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 2، صص 211-212</ref>
# [[أبو منصور الطبرسي]]، صاحب كتاب "[[الاحتجاج على أهل اللجاج (كتاب)|الاحتجاج]]" قال في مقدمته: ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار باسناده إما لوجود الاجماع عليه، أو موافقته لما دلت العقول عليه، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.<ref>الطبرسي، الاحتجاج، ج 1، صص 6-8.</ref>
#[[القطب الراوندي]]، صاحب "[[الخرائج والجرائح (كتاب)|الخرائج]]" نقل فيه جملة وافرة [[الروايات|للروايات]] من هذا [[علم التفسير|التفسير]].<ref>القطب الراوندي، الخرائج والجرائح، ج 2، صص 519-521.</ref> 
#[[ابن شهر آشوب]]، صاحب "[[المناقب لإبن شهر آشوب|المناقب]]"، نسب فيه التفسير إلى الإمام جزماً، ونقل عنه في عدة موارد من المناقب.<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 1، ص 92.</ref>
#[[المجلسي]]، صاحب "[[بحار الأنوار (كتاب)|البحار]]" قال فيه: كتاب تفسير الإمام من الكتب المعروفة، واعتمد الصدوق عليه وأخذ منه وإن طعن فيه بعض المحدثين، ولكن الصدوق أعرف وأقرب عهداً ممن طعن فيه.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي{{عج}}، برعاية: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ج 1، صص688 - 703</ref>
#[[الحر العاملي]]، صاحب "[[وسائل الشيعة (كتاب)|الوسائل]]" و"[[إثبات الهداة (كتاب)|إثبات الهداة]]"، حيث جعل هذا التفسير من مآخذ الوسائل وإثبات الهداة.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي{{عج}}، برعاية: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ج 1، صص688 - 703</ref>
#[[الفيض الكاشاني]]، صاحب تفسيري "[[تفسير الصافي (كتاب)|الصافي]]" و"[[الأصفى]]" نقل فيهما مطالب هذا التفسير، واعتمد عليه ظاهراً.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي{{عج}}، برعاية: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ج 1، صص688 - 703</ref>
#[[هاشم البحراني]]، صاحب تفسير "[[تفسير البرهان|البرهان]]" نقل فيه كل ما في تفسير العسكري.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي{{عج}}، برعاية: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ج 1، صص688 - 703</ref>
#[[عبد علي بن جمعة الحويزي |العروسي الحويزي]]، صاحب تفسير "[[تفسير نور الثقلين|نور الثقلين]]" نقل فيه بعض ما في هذا التفسير، وكذلك [[السيد نعمة الله الجزائري]]، و[[الوحيد البهبهاني]]، و[[السيد عبد الله الشبر]]، جعلوا تفسير الإمام {{عليه السلام}} من مصادر كتبهم.<ref>المنسوب الى الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي{{عج}}، برعاية: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ج 1، صص688 - 703</ref>

==ترجمة ونشر الكتاب==
*تعتبر ترجمة "آثار الأخيار"، من أقدم التراجم [[اللغة الفارسية|الفارسية]] المتوفرة، وهي ترجمة لأبي الحسن [[علي بن حسن الزوارهاي]] ([[سنة 984 هـ|ت 984]])، حيث إنه ترجم تمام النص.<ref>البكائي، المعجم الكبير للقرآن الكريم، ج 1، ص 2.</ref>
*ترجم [[قدرة الله حسيني الشاهمرادي]]، ونشر [[سورة الفاتحة]] باسم "تفسير الفاتحة" [[الإمام الحسن العسكري|للإمام الحسن العسكري]]{{ع}} مع مقدمة تفصيلية لإثبات وصحة التفسير.<ref>البكائي، المعجم الكبير للقرآن الكريم، ج 1، ص 3.</ref>
*قام [[السيد حسين البهريلوي]] ([[سنة 1982 للميلاد|ت 1982 م]]) بترجمة هذا التفسير ب[[اللغة الأردية]] ونشره تحت عنوان "الآثار الحيدرية"، وتم طبع متنه العربي لعدة مرات.<ref>البكائي، المعجم الكبير للقرآن الكريم، ج 1، ص 3.</ref> كما أن هذا الكتاب قد طبُع طبعة نقدية بحسب ستة نسخ خطية وبسعي [[محمد باقر الأبطحي]] في [[قم المقدسة]] [[سنة 1409 هـ|سنة 1409 هـ]].<ref>آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج 4، ص 292؛ البكائي، المعجم الكبير للقرآن الكريم، ج 1، صص 4-19.</ref>

==ذات صلة==
*[[تفسير القرآن بالقرآن]]
* [[الميزان في تفسير القرآن]]
* [[الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل]]

==المصادر والمراجع==
*ابن الغضائري، أحمد بن حسين، '''رجال ابن الغضائري'''، تحقيق: محمد رضا الحسيني الجلالي، قم - إيران، دار الحديث، 1380 ش.
*ابن شهر آشوب، محمد بن علي، '''مناقب آل ابي طالب'''، تحقيق: سيد هاشم المحلاتي، قم - إيران، د. ط، د. ت.
*الآملي، حسن زاده، '''ألف كلمة وكلمة'''، قم - إيران، بوستان كتاب، 1375 ش.
*البكائي، محمد حسن، '''المعجم الكبير للقرآن الكريم'''، المكتبة الكبرى للقرآن الكريم، طهران - إيران، 1995م.
*المنسوب إلى الامام أبي محمد الحسن بن علي العسكري {{عليهم السلام}}، '''تفسير الإمام العسكري{{ع}}'''، تحقيق ونشر: مدرسة الإمام المهدي، برعاية: الحاج السيد محمد باقر نجل المرتضى الموحد الأبطحي، قم- إيران، ط 1، 1409 هـ‌.
*رضوي، سعيد، «نگاهي به تفسير منسوب به امام حسن عسكري عليه‌السلام»، (ن'''ظرة على الشرح المنسوب للإمام الحسن العسكري''')، المجلة الفصلية للبحوث القرآنية، المجلدان الخامس والسادس، 1996 م.
*الصدوق، علي بن محمد، '''من لا يحضره الفقيه'''، قم - إيران، 1413 هـ.
*الطبرسي، أحمد بن علي، '''الاحتجاج'''، تحقيق: إبراهيم البهاري ومحمد هادي، قم - إيران، 1413 هـ.
*الطهراني، آغا بزرك، '''الذريعة إلى تصانيف الشيعة'''، د.م، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ.
*القطب الراوندي، سعيد بن هبة اللّه، '''الخرائج والجرائح'''، قم - إيران، 1409 هـ.